الجديد إلا آخر الأمر؛ كانت هذه الطريقة العجيبة هي السبب في أن أطلق لفظ البجانيين Pagani (أي القرويين أو الفلاحين) على سكان دول البحر الأبيض المتوسط قبل اعتناقهم المسيحية.
وكان يُسمح للنساء بالدخول في المجامع الدينية، وكان لهن بعض الشأن في أداء الواجبات الصغرى، ولكن الكنيسة كانت تطلب إليهن أن يحيين حياة التواضع والخضوع والعزلة حتى تستحي غير المسيحيات من حياتهن؛ فكن يُؤمرن بأن يأتين للصلاة والعبادة محجبات، لأن شعرهن يُعد من أكبر المغريات، وكان يخشى أن يفتتن به الناس والملائكة أنفسهم أثناء الصلاة (٢)، بل أن القدّيس جيروم كان يرى أن يقص هذا الشعر كله (٣). كذلك كان يُطلب إلى النساء المسيحيات ألا يستخدمن أدهان التجميل أو الحلي، وأن يتجنبن الشعر المستعار بنوع خاص، لأن بركة القس إذا نزلت على الشعر الميت المأخوذ من رأس لابسه صعب عليها أن تعرف أي رأس تباركه (٤). وقد أصدر بولص أوامر صارمة لأتباعه فقال:
"لتصمت نساؤكم في الكنائس لأنه ليس مأذونا لهن أن يتكلمن … ولكن إذا كن يردن أن يعلمن شيئاً فليسألن رجالهن في البيت لأنه قبيح بالنساء أن تتكلم في كنيسة".
"فإن الرجل لا ينبغي أن يغطي رأسه لكونه صورة الله ومجده، وأما المرأة فهي مجد الرجل، لأن الرجل ليس من المرأة، بل المرأة من الرجل، ولأن الرجل لم يُخلق من أجل المرأة، بل المرأة من أجل الرجل، لهذا ينبغي للمرأة أن يكون لها سلطان على رأسها من أجل الملائكة".
هذه هي النظرة اليهودية واليونانية لا النظرة الرومانية للمرأة؛ ولعلها كانت ثورة على الإباحية التي انزلقت إليها بعض النساء بإساءة استعمال ما أوتين من حرية، ومن حقنا حين نقرأ هذه النذر أن نعتقد أن النساء المسيحيات قد أفلحن في أن يكن فاتنات مغريات على الرغم من عطلهن من الحلي والعطور،