وأسبغت الحكومة نفسها الحماية على الصناعة بالتعريفات الجمركية. وأفاد أصحاب المصانع من رخص أجر العمل، الذي تيسر بهجرة الفلاحين للمُدن، وأعادت الطرق الرأسمالية تنظيم صناعة النسيج، ورفعت طبقة جديدة من الأثرياء، لتقف إلى جانب التجار في مساندة الملك. وحل القماش محل القماش محل الصوف باعتباره أهم صادرات إنجلترا. وكانت معظم الصادرات من الضروريات التي تنتجها الطبقة الدنيا، وكانت معظم الواردات من سلع الترف التي لا يحصل عليها إلا الأغنياء (٣٧).
وأفادت التجارة والصناعة من قانون صدر عام ١٥٣٦ يغير أسعار الفائدة بواقع ١٠ في المائة. وكان ارتفاع الأثمان السريع في صالح المشروع وبمثابة عقاب حكم به على العمال والفلاحين واللوردات الإقطاعيين من النمط القديم. وارتفعت الإيجارات إلى ١٠٠٠ في المائة بين عامي ١٥٠٠ و ١٥٧٦ (٣٨). وارتفعت أسعار الطعام من ٢٥٠ إلى ٣٠٠ في المائة، وارتفعت الأجور بمقدار ١٥٠ في المائة (٣٩). وكتب توماس ستار في حوالي عام ١٥٣٧:"أن الفقر يسود الآن إلى حد يقف فيه أمام أي خير حقيقي ومزدهر للجماعة (٤٠) ".
ووجد أعضاء الطوائف الحرفية شيئاً من الفرج في التأمين والمساعدة المتبادلة، زودهم بما يسد رمقهم، أمام الفقر والنار، غير أن هنري صادر عام ١٥٤٥ أملاك الطوائف الحرفية (٤١).
[٤ - التنين يتقاعد]
أي ضرب من الرجال كان هذا الملك الغول؟ لقد رسم هولبين الصغير، الذي جاء إلى إنجلترا حوالي عام ١٥٣٦، صوراً شخصية لهنري وجين سيمور. فالكساء الفاخر يكاد يخفي بدانة الملك، والأحجار الكريمة