الزوجية فوق أي لوم أو أية شائبة. وحد تكاثرهم ما تواضعوا عليه من الزواج بعضهم من بعض، وعلى الرغم من ذلك بلغ عدد الكويكرز في ١٦٦٠ في إنجلترا ستين ألف "صاحب" إن ما اشتهروا من أمانة وكياسة وجد وبعد عن الإسراف، ارتفع بهم من المراتب الوضيعة التي ظهروا فيها أول ما ظهروا إلى القبعات الوسطى التي ينتسب معظمهم الآن إليها.
[٧ - الموت والضرائب]
أن الطبقات الوسطى هي التي تمتعت بأعظم الازدهار، في عهد كرومول وفوق كل شيء انصرف التجار إلى التجارة الخارجية، وضم البرلمان آنذاك أفراد يمثلون المصالح الاقتصادية أو يمتلكونها. ومن أجلهم قضى قانون الملاحة الصادر في ١٦٥١ بنقل الواردات من المستعمرات إلى بريطانيا على مراكب إنجليزية - ومن الواضح أن هذا إجراء إلى الهولنديين وراودت كرومول في بعض الأحيان فكرة التحالف مع المقاطعات المتحدة ابتغاء حماية البروتستانتية وتعزيزها، ولكن تجار لندن آثروا الربح على التقوى والورع. وسرعان ما وجد كرومول نفسه (١٦٥٢) متورطا في الحرب الهولندية الأولى. وكانت النتائج مشجعة كما رأينا.
واستعرت حمى الإمبريالية بنمو البحرية. وأوحت ذكرى هو كنز ودريك إلى التجار وإلى كرومول نفسه بإمكان كسر شوكة الأسبان وسيطرتهم في الأمريكتين، واستيلاء إنجلترا على تجارة الرقيق الرابحة وتوجيه المعادن النفيسة من الدنيا الجديدة إلى لندن، وفوق ذلك كله، كما أوضح كرومول، فان غزو جزر الهند الغربية يمكن المبشرين والوعاظ الإنجليز من تحويل هذه الجزر من الكاثوليكية إلى البروتستانتية (٦٥).