واصل "طراز لويس السادس عشر"، الذي بدأ تقريباً مع مولد لويس السادس عشر (١٧٥٤)، انتقاضه على شذوذات الباروك المعقدة ورقائق الروكوك الأنثوية، وتحرك صوب الخطوط الرجولية والنسب السمترية لفن كلاسيكي محدث ألهمته حفائر هركولانيوم وحماسة فنكلمان للفن اليوناني-الروماني. وأشهر مثال على الطراز الجديد في العمارة هوا لبتي تريانو، ومن الطريف المسلي أن تتفق مدام دوباري وماري أنطوانيت، على ما بينهما من عزوف عن المخالطة، في الاستمتاع بهذا التقدير المتواضع للنظام والبساطة الكلاسيكيتين. ومثال جميل آخر هو "قصر اللجيون دونور" الحالي، والذي بناه باسم "الأوتيل سالم"(١٧٨٢) بيير روسو على ضفة السين اليسرى. وهناك نتاج أضخم لهذا الطراز هو "قصر العدالة" الذي أعيد بناؤه في ١٧٧٦؛ بمصبعاته الفاخرة من الحديد المشغول في واجهة "الكوردمية". أما "مسرح الأوديون القومي"(١٧٧٩) فقد اتخذ نمطاً دورياً قاتماً؛ وألطف منه المسرح الذي شاده في أميان (١٧٧٨) جاك روسو بطراز جمع بين الطراز الكلاسيكي وطراز النهضة. وقد بنى فكتور لوي في بوردو (١٧٧٥) على النمط الكلاسيكي مسرحاً ضخماً وصفه آرثر ينج بأنه "إلى حد كبير أفخم مسرح في فرنسا، ولم أر مسرحاً يدانيه"(٦١).
أما الزخرف الداخلي فقط احتفظ بالأناقة الفرنسية. وكان زي النسيج المزدان بالرسوم في طريقه إلى الزوال إلا لتغطية الكراسي ذات الذراعين والأرائك؛ وكان ورق الجدران المرسوم يصل من الصين، ولكنه استعمل أساساً في المخادع، وقسمت جدران الصالونات عادة إلى حشوات من الخشب المشغول، والمنقوش أو المزين بأشكال أو زخارف نباتية عربية تضارع خير نظائرها في إيطاليا. وأبدع الأثاث المصنوع في فرنسا في عهد لويس السادس عشر صممه ونفذه ألمانيان هما جان-هنري رينزنر ودافيد رونتجن؛ وتحوي مجموعة ولسن نماذج رائعة صنعت لماري أنطوانيت والبتي تريانون.
وازدهر فن النحت، وامتد العمر ببيجال، وفالكونيه، وجان-