للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الباب التاسع

[القرآن]

الفصل الأوَّل

[شكله]

لفظ القرآن مشتق من القراءة، ويطلق على كتاب المسلمين كله أو على كتاب المسلمين كله أو على أي جزء منه، وهو يتألف كما يتألف الكتاب المقدس، كتاب اليهود والمسيحيين، من أجزاء جمع بعضها إلى بعض. ويعتقد المسلمون أن كل حرف منه موحى به من عند الله، ويختلف عن التوراة في أنه كله نطق به رجل واحد، ومن اجل هذا بلا ريب لا يعادله في آثاره أي كتاب آخر جاء به رجل واحد. وقد أملى النبي في أوقات مختلفة من الثلاث والعشرين السنة الخيرة من حياته ما كان يوحى إليه من آياته (١)، وكان كل ما يُوحى به إليه يُكتب على الرق، أو الجلود، أو سعف النخيل، أو العظام ثم يحفظ مع الآيات السابقة دون أن يراعى في ذلك ترتيب زمني أو منطقي، ولم تجمع هذه الآيات كلها في كتاب واحد في حياة النبي، ولكن بعض المسلمين كانوا يحفظونها عن ظهر قلب، ولما مات عدد من هؤلاء القراء ولم يكن هناك من يخلفهم أمر الخليفة أبو بكر زيد بن ثابت كبير كتاب الوحي أن يبحث عن آيات القرآن ويجمعها، فجمع زيد أجزاءه من سعف النخيل، وألواح الحجارة البيضاء، وصدور الناس كما تقول الرواية المأثورة، فلما تم له ذلك نسخت منه عدة


(١) القرآن كله كلمة من عند الله وقد جاء على لسان رجل واحد.