لما جلس إدوارد المعترف على العرش في عام ١٠٤٢ جاء معه بكثير من الأصدقاء والأفكار من بلاد نورمندية التي قضى فيها أيام شبابه. وبدأ دير وستمنستر في أيامه كنيسة نورمندية ذات عقود مستديرة وجدران ثقيلة؛ وقد دفن هذا البناء تحت دير القوطي الذي شيد في عام ١٢٤٥؛ ولكنه كان بداية انقلاب معماري خطير، وكان الإسراع في استبدال الأساقفة النورمنديين بالسكسون والدنمرقيين مما أكد غلبة الطراز النورمندي في إنجلترا. ونفح وليم الفاتح وخلفاؤه الأساقفة بكثير من الثروة المصادرة من الإنجليز الذين لم يقدروا فتح بلادهم حق التقدير وأضحت الكنائس أداة لتهدئة العقول، وما لبث الأساقفة الإنجليز النورمنديون أن بلغوا من الثراء ما بلغه النبلاء الإنجليز النورمنديون، وتضاعف عدد الكثدرائيات والقصور، وتحالفت بعضها مع بعض في البلاد المفتوحة، وكتب في ذلك وليم المالزبري William of Malmsbnry يقول: "وأخذوا كلهم ينافسن بعضهم بعضا في إقامة العمائر الفخمة على الطراز النورمندي، لأن النبلاء كانوا يشعرون بأن اليوم الذي يحتفلون فيه بعمل فخم عظيم يوم ضائع"(٥). والحق أن إنجلترا لم تشهد قط صورة جنونية في البناء كالتي شهدتها في ذلك الوقت. وتفرعت العمارة النورمندية الإنجليزية من الطراز الرومنسي وكانت مغايرة له في بعض أجزائه. فقد حذت حذو المثل الفرنسية ارتكاز السقف بعقود مستديرة على دعامات سميكة وجدران ثقيلة - وإن كانت سقفها قد صنعت في العادة