من الخشب. وإذ كانت القبة من الحجارة فقد كان سمك الجدران يتراوح بين ثمان أقدام وعشر. وكانت معظم الكنائس أشبه بالأديرة في أنها تقام في أماكن نائية لا في المدن. ولم يكن في الكنيسة إلا قليل من التماثيل الخارجية، لأن القائمين عليها كانوا يخشون على هذه التماثيل من مناخ البلاد الرطب، وحتى تيجان الأعمدة كانت تنحت نحتاً بسيطاً غير دقيق، والحق أن إنجلترا لم تبلغ في النحت ما بلغته بلاد القارة الأوربية، وأن لم تكن في تلك البلاد أبراج كثيرة تضارع الأبراج العظيمة التي تشرف على القصور النورمندية أو تحرس وجهات الكنائس النورمندية أو ملتقى الطرقات المغطاة فيها.
ولا يكاد يبقى إلى وقتنا هذا في إنجلترا كلها بناء كنسي رومنسي خالص. فقد ارتفعت في كثير من الكثدرائيات العقود والقباب في القرن الثالث عشر، ولم يبق فيها إلا الشكل الأساسي النورمندي، وقد دمرت النار كثدرائية كنتربرى القديمة في عام ١٠٦٧، ثم أعاد لافرانك بناءها (١٠٧٠ - ١٠٧٧) على نمط دير الرجال الذي له في كائن، ولم يبق من كنيسة لافرانك إلا قطع قليلة من البناء في المكان الذي سقط فيه بكت. ثم أقام الرئيسان إرنلف وكنراد سردابا جديداً ومكاناً للمرنمين، واحتفظا بالعقد المستدير ولكنهما نقلا الضغط على نقط تقويها مساند خارجية. وكان الانتقال إلى الطرز القوطي قد بدأ قبل ذلك الوقت.
واختفت في عام ١٢٩١ كنيسة يورك التي شيدت في عام ١٠٧٥ على قواعد نورمندية، وكان اختفاؤها تحت صرح قوطي، وأعيد بناء كثدرائية لكلن، التي كانت في الأصل (١٠٧٥) نورمندية الطراز، على الطراز القوطي، وكان ذلك بعد أن دمرها زلزال عام ١١٨٥، ولكن الكنيسة النورمندية الأولى بقي منها البرجان الكبيران والأبواب الفخمة النحت، ومنها يستبين الإنسان ما يمتاز به الطراز القديم من حذق وقوة. وفي ونشستر بقيت من الكثدرائية القديمة التي