للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أقيمت بين عامي ١٠٨١ و ١١٠٣ طرقاتها المتقاطعة وسردابها. وهذه الكنيسة هي التي بناها الأسقف ولكلين Walkelin لاستقبال الوفود التي كانت تحج إلى قبر القديس إسويثين (١). وقد لجأ إسويثين إلى ابن عمه وليم الفاتح ليمده بالخشب اللازم لسقف سطحها العظيم الاتساع، وأجاز له وليم أن يأخذ من غابة همباج Hemage كل ما يستطيع قطعه من الأشجار في ثلاثة أيام، فما كان من أتباع ولكلين إلا أن قطعوا جميع أشجار الغابة ونقلوها في اثنين وسبعين ساعة. ولما تم بناء الكثدرائية شهد تدشينها رؤساء الأديرة الإنجليزية وأساقفتها كلهم تقريبا، وليس من العسير علينا أن نتصور ما أثاره هذا الصرح الضخم من منافسة قوية في البناء.

وفي وسعنا أن نتصور كذلك اتساع مجالس التنافس في الأبنية النورمندية إذا لاحظنا أن دير سانت أولبنز بدئ في عام ١٠٧٥، وأن كثدرائية إلى Ely بدئت في عام ١٠٨١، وروشستر في عام ١٨٠٣، وكنيسة وورسستر في عام ١٠٨٤، وكنيسة القديس بولس القديمة في عام ١٠٨٧، وكنيسة جلوسسير في عام ١٠٨٩، ودرهام في ١٠٩٢، ونوروك في ١٠٩٦ وتشيشستر في ١١٠٠، وتوكسبري kesburyTe في ١١٠٣، وإكستر في ١١١٢، وبيتربرو Peterborough في ١١١٦، وكنيسة دير رمزي Romsey في ١١٢٠، ودير فونتين Fountains في ١١٤٠، وكنيسة القديس دافدبويلز في ١١٧٦. وليست هذه الكنائس مجرد أسماء بل هي كلها آيات فنية، وإنا لنستحي أن تخرج من هذه الكنائس ولما نقض فيها إلا بضع ساعات، أو أن نفرغ من الكلام عليها في بعض السطور. وقد أعيد بناؤها أو بدلت كلها ما عدا واحدة على الطراز القوطي، ذلك أن كنيسة درهام لا تزال نورمندية


(١) وهو أسقف من أساقفة ونشستر عاش في القرن التاسع. وتقول إحدى القصص إذا المطر قد أخر نقل جثته إلى الضريح الذي أعد له في عام ١٩٧١ مدة أربعين يوما؛ ومن ثم نشأ القول المأثور إن نزول المطر في يوم القديس اسويثين (١٥ يوليه) ينبئ باستمراره أربعين يوما.