في معظم أجزائها، ولا تزال أعظم الصروح الرومنسية في أوربا روعة.
ودرهام بلدة من بلدان التعدين يبلغ سكانها نحو عشرين ألفا. ويقوم عند ثنية من ثنايا نهر وير Wear نتوء صخري، ويقوم على هذا المرتفع ذي الموقع المنيع صرح الكثدرائية الضخم "نصفه كنيسة الله ونصفه الآخر حصن منيع لصد غارات الاسكتلنديين"(٦). وقد أقام جماعة من رهبان جزيرة لندسفارن Lindisfarne فارين من المغيرين الدنمرقييين كنيسة من الحجر في ذلك المكان عام ٩٩٥، ثم هدم أسقفها الثاني وليم السانت كارليفي of St. Carilef هذا البناء في عام ١٠٩٣ وشاد الصرح القائم مكانه إلى هذا اليوم بشجاعة نادرة الوجود وثروة لا يعرف مصدرها حتى اليوم. وظل العمل فيها قائما. حتى عام ١١٩٥، ولهدا فإن الكثدرائية تمثل آمال من شادوها وجهودهم مدى مائة عام كاملة. وصحن الكنيسة الشامخ نورمندي الطراز، له صفان من البواكي ذات العقود المستديرة المرتكزة على تيجان غير منقوشة ودعامات ضخمة قوية. وقد أدخلت قبة درهام في إنجلترا فكرتين جديدتين غاية في الخطر: أولاهما أن ملتقى العقود والأقبية تخرج منه ضلوع، وهذا يساعد على التركيز الضغط في مواضع خاصة، والثانية أن العقود مستدقة الرؤوس على حين أن الأقطار مستديرة، ولو أن العقود المستعرضة كانت مستديرة لما وصلت تيجانها إلى الارتفاع الذي بلغته الأقطار وهي أطوال من العقود، ولأصبحت قمة القبة خطا مضطرباً غير متساو في الارتفاع. فلما رفعت تيجان العقود المستعرضة لتلتقي في شكل زاوية أمكن إيصالها إلى الارتفاع المطلوب. ويبدو أن هذه الحاجة المعمارية لا الاستجابة إلى حاسة الجمال هي منشأ أهم المظاهر البارزة في الطراز القوطي.
وأضاف الأسقف بدسي Pudsey في عام ١١٧٥ إلى الطرف الغربي من