للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكونكورد Concorde وظل به حتى وجدناه ميتا في سنة ١٨٠٢.

وفي ٦ ديسمبر سنة ١٧٩٦ قابلت نابليون لأول مرة في استقبال أعده تاليران لاستقبال فاتح إيطاليا عند عودته لفرنسا. وتحدث إليها نابليون مادحا والدها في عبارات موجزة. ولأول مرة في حياتها لم تكن جاهزة للرد (للتجاوب في الحديث). لقد قالت بعد ذلك: "لقد اعتراني الاضطراب إعجابا به ورهبة منه" وقد سألته سؤالا غبيا: "من هي أعظم امرأة بين الأحياء والأموات؟ " فأجابها إجابة ملتوية شيطانية: "إنها المرأة التي أنجبت أكبر عدد من الأبناء"

وبعد ذلك بأربعة أيام رأته مرة أخرى وأعضاء حكومة الإدارة يستقبلونه مصفقين في قصر لكسمبورج. لقد كانت مرتبكة إزاء شخصية نابليون التي جمع فيها مزاج من الكبرياء والتواضع، وهنا شعرت أن نابليون هو الرجل الذي يحمل معه قدر فرنسا. وظلت طويلاً تواقة لكسب ثقته والاشتراك معه في مشروعات كبيرة، ربما ليكون ذلك نصرا لها يضاف إلى انتصاراتها السابقة، وقد سعدت كثيرا كعاشقة تكتم عشقها في ١٠ نوفمبر سنة ١٧٩٩ عندما أخبرها لوسين بونابرت Lucien Bonaparte أن نابليون خرج منتصرا في سان كلود St.- Cloud وحمل لقب القنصل الأول وهذا يعني عمليا أنه حاكم فرنسا. لقد شعرت عندئذ أن عصر الفوضى والتشوش والمثاليات الكاذبة قد أنتهي وأن عصرا جديدا للأبطال والعظمة قد بدأ.

[٩ - النتائج، وتأملات في الأحداث]

أما وقد قصصنا قصة الثورة الفرنسية بحياد بقدر ما سمح بعدها عن زماننا. لقد بقي أن نواجه الأسئلة التي أثارها الفلاسفة: أكان للثورة مبرراتها المعقولة في أسباب قيامها وما تمخضت عنه؟ هل حققت مكاسب مهمة للشعب الفرنسي أو البشرية؟ أكان من الممكن الوصول إلى هذه لمكاسب بغير ما جرى من فوضى ومعاناه؟ أيمكن أن نخلص من أحداثها بنتائج يمكن تعميمها على الثورات عامة؟ أتلقي أضواء على طبيعة الإنسان؟ إننا نتحدث هنا - فقط عن الثورات السياسية أي التغيرات السريعة والعنيفة لتغيير الحكومات سواء