تغيير الحكام أم تغيير السياسة أما التطور بلا عنف فسنطلق عليه "التحول" أو النمو والتقدم evolution، أما التغير السريع والعنيف أو التغيير غير الشرعي الذي يشمل الأشخاص بلا إحداث تغيير في شكل الحكومة فسنسميه انقلاباً Coup d'eltat، أما أي مقاومة علنية للسلطة القائمة فسنسميها عصيانا rebellion .
إن أسباب الثورة الفرنسية باختصار هي:
(١) عصيان برلمانات الدوائر (المحافظات) مما أدى إلى إضعاف سلطة الملك وإضعاف الولاء لنبلاء (الأرواب) of the robe .
(٢) طموح فيليب دأورليان Philippe d'Orleans للوصول إلى العرش ليحل محل لويس السادس عشر.
(٣) عصيان ا لبورجوازية وتمردها على تخلي الدولة عن مسئوليتها المالية وتدخل الدولة في الاقتصاد، وعدم مشاركة الكنيسة بثرواتها لمواجهة الإفلاس المالي للدولة، واعتراض البورجوازية أيضا على امتيازات الأرستقراطية في أموال الدولة، وفي الحياة الاجتماعية.
(٤) عصيان الفلاحين وتمر دهم بسبب العوائد والمراسيم الإقطاعية والضرائب والعشور الكنسية church tithes .
(٥) عصيان جماهير باريس ضد الظلم الطبقي والمعوقات القانونية والعجز الاقتصادي والأسعار المرتفعة والتهديد العسكري. وقد مول البورجوازيون وفيليب دأورليان الدعاية التي بثتها الصحف وأججها الخطباء، وتوجيه الجماهير، وإعادة تنظيم الطبقة الثالثة في جمعية وطنية تمكنت من فرض دستور ثوري. وأدت شجاعة العوام وصلابتهم وعنفهم وما بذلوه من دماء إلى إرهاب الملك وإرغامه على قبول الجمعية والدستور كما أرغموا الأرستقراطية على التخلي عن عوائدها الإقطاعية وأرغموا الكنيسة على التخلي عن العشور، وربما وجب أن نضيف كعامل ثانوي إنسانية الملك ورغبته في تحاشي إراقة الدماء.
أما نتائج الثورة الفرنسية فعديدة ومعقدة ومتنوعة ودائمة تماما حتى إنها تجعل من المحتم