وكأن المسألة مسألة وقت لتتبع بروسيا بقية ألمانيا في خضوعها لفرنسا النابليونية (فرنسا في ظل حكم نابليون).
٥ - بروسيا: تراث فريدريك من ١٧٨٦ إلى ١٧٨٧ م
عند موت فريدريك الثاني كانت مملكة بروسيا الكبيرة تتكوّن من ناخبية electorate (إمارة بالمعنى السابق) براندنبورج Brandenburg، ودوقيتي سيليزيا Silesia وبوميرانيا القصوى Farther Pomerania، وولايات (مقاطعات) بروسيا الشرقية - بما فيها كونيجسبرج Konigsberg وفريدلاند Friedland وممل Memel - وبروسيا الغربية التي تم الاستيلاء عليها من بولندا في سنة ١٧٧٢ ومقاطعات مختلفة من قلب غرب ألمانيا تشمل فريدلاند الشرقية ومونستر Munster وإسّن Essen وبعد موت فريدريك أضافت بروسيا إليها منطقة ثورن Thorn ودانزج (دانتسِج Danzig) في التقسيم الثاني لبولندا (١٧٩٢) ووارسو (فرسافا) وقلب بولندا في التقسيم الثالث (لبولندا) في سنة ١٧٩٥ وأنسباخ Ansbach وبايروث Bayreuth ومانسفيلد Mansfeld في سنة ١٧٩١ ونيوشاتل Neuchatel في سويسرا في سنة ١٧٩٧. لقد بدت بروسيا وكأنها قررت ابتلاع شمال ألمانيا عندما تقدم نابليون ليعفيها من هذه المهمة.
لقد كان والد فريدريك العظيم هو الذي جعل هذا التوسّع البروسي ممكناً، ذلك أن فريدريك الأول كان قد علَّم ابنه وشعبه تحمّل المشاق بصمت، بالإضافة إلى أنه ترك له أفضل جيش في العالم المسيحي، وترك له شعباً منظّماً بإحكام يخضع لنظام تعليمي واحد ونظام ضرائبي واحد، ونظام خدمة عسكرية يسري على الجميع. لقد كانت بروسيا قد أصبحت لقمة سائغة لملك ذي ميول عسكرية، وارتعدت أوروبا كلها وألمانيا كلها وبروسيا كلها لرؤية هذا الرجل وهو يلتهم المُلك (العرش) بضباطه الأرستقراطيين (اليونكر Junker) المستبدّين ورماة القنابل ذوي الأقدام الثمانية. لقد حذّرت الأم ابنها قائلة: