مخصص لحركة تحرير المرأة. وكان صوت النساء مسموعا في ممرات الجمعيات المختلفة (الوطنية، فالتأسيسية، فالمؤتمر الوطني … ) لكن محاولا ت تنظيم أنفسهن للحصول على حقوقهن السياسية ضاعت بسبب الانشغال بالحرب وعنف الإرهاب، ورد فعل المحافظين بعد شهر ثيرميدور Thermidor . ومع هذا فقد حققت النساء بعض المكاسب: أصبح للزوجة مثل الزوج حق طلب الطلاق، وأصبح رضى الأم تماما كموافقة الأب - مطلوبا لزواج الأبناء الذين لم يبلغوا الرشد. وفي ظل حكومة الإدارة، أصبح النساء رغم أنه لا حق لهن في التصويت، نفوذ سياسي واضح، يرقين الوزراء والجنرالات ويمارسن بفخر حريتهن الجديدة في السلوك والأخلاق والثياب، وقد وصفهن نابليون البالغ من العمر ستة وعشرين عاما في ١٧٩٥:
"النساء في كل مكان؛ في المسرحيات، وفي الطرقات العامة، وفي المكتبات. وأنت ترى نساء لطيفات جدا في غرفة دراسة الدارس. هنا فقط (في باريس) من بين بلاد المعمورة كلها تستحق النساء هذا النفوذ كله (التأثير)، وحقيقة فإن الرجال مجنونين بهن، لا يفكرون إلا فيهن، ولا يعيشون إلا عن طريقهن ومن أجلهن. وعلى المرأة كي تعرف ما لها من سلطان أن تعيش في باريس ستة أشهر".
[٣ - أساليب الحياة]
عادات الشعوب وأساليب حياتها تكاد تكون مثل أي شيء آخر تتأثر بحركة البندول جيئة وذهابا، تمرد وعودة عن التمرد. لقد أخذت الأرستقراطية معها وهي تفر قبل العاصفة التي ساوت الجميع - ألقابها الفخمة، وملابس البلاط، ولغتها المعطرة، وتوقيعاتها الزهرية، وتحررها الواثق، ونعمتها وترويها. وسرعان ما أصبح لطف الصالونات واللياقة في الرقص، وأسلوب المتعلمين من نقائص النبلاء التي قد تؤدي إلى احتجازهم باعتبارهم عناصر مشكوك فيها متمسكة بالتقاليد البالية، وكأنهم مخلوقات عاشت في عصر ما قبل الطوفان ونجت منه.
وفي نهاية سنة ١٧٩٢ أصبح الفرنسيون كلهم في فرنسا "مواطنين citoyens" وأصبحت الفرنسيات كلهن "مواطنات citoyennes". الكل على قدم المساواة فلا أحد "سيد Monsieur "