سلطة الوالدين. وقد عرضت لنا آن بلمبتر Anne Plumptre التي تجولت في فرنسا سنة ١٨٠٢ ما ذكره بستاني:
"خلال فترة الثورة لم نكن نجسر على توبيخ أبنائنا إذا ارتكبوا خطأ، فقد كان أولئك الذين يسمون أنفسهم بالوطنيين يعتبرون قيامنا بتصحيح سلوك أبنائنا، مما يتناقض مع مبادئ الحرية، وقد اعتبر الأبناء مسألة تقويمهم مما يتناقض مع القانون، فغالبا ما كان الواحد من هؤلاء الأبناء يقول لأبيه إذا ما وبخه" التفت لعملك. فأنا وأنت والناس كلهم أحرار ومتساوون. إن الثورة هي أبي، ولا أب لي سواها ثم يستطرد البستاني قائلا:"سيستغرق الأمر سنوات طويلة حتى نعيد هؤلاء الأبناء إلى صوابهم".
وانتشر الأدب الإباحي Pornographic literature (وفقا لما ذكرته الصحف المعاصرة) وكان هو الأثير المفضل لدى الشباب. وراح بعض الآباء الذين كانوا راديكاليين في وقت سابق يرسلون أبناءهم في سنة ١٧٩٥ (كما حدث سنة ١٨٧١ بعد ذلك) إلى مدارس يديرها قسس، بغية إنقاذهم من التفسخ الخلقي والتسيب الذي ساد المجتمع. وظلت هناك لفترة فكرة مؤداها أن نظام الأسرة لا بد أن يكون كارثة على الثورة الفرنسية، لكن استعادة النظام في ظل حكم نابليون أرجأ التفسخ الأسري حتى أتت الثورة الصناعية.
والنساء اللائي كن قد حققن مكانة رفيعة في ظل حكم ما قبل الثورة إنما كان ذلك بفضل تأثير سلوكهن الراقي المهذب وترقية تفكيرهن وتثقيف أنفسهن، لكن هذا في غالبه كان قصرا على الطبقة الأرستقراطية والشرائح العليا من الطبقة المتوسطة. وعلى أية حال فقبيل عام ١٧٨٩ انخرطت نسوة طبقة العوام بشكل واضح في الأمور السياسية. لقد كدن يكن هن صانعات الثورة بمسيرتهن إلى فرساي، وإحضارهن الملك والملكة إلى باريس ليكونا أسيرين تحت إشراف الكومون، فاكتشفن - أي نساء العوام - مدى قوتهن، فازدادت ثورتهن شراسة.
وفي يوليو سنة ١٧٩٠ نشر كوندورسيه Condorcet مقالا بعنوان "إعطاء الدولة الحقوق للنساء"، وفي شهر ديسمبر قامت مدام إيلدر Aelders بمحاولة لتأسيس ناد