الدافع من الصين. خزافو هيزن - الخزف والشاي - كيف استحضر
"جوتو سايجيروا" فن الخزف الرقيق من هيزن إلى كاجا - القرن التاسع عشر
إنه ليس من العدل التام بالنسبة إلى اليابان، أن نتحدث عن استجلابها لمدينتها من كوريا والصين، إلا بالمعنى الذي نقصده من مثل هذا الكلام حين نقول عن شمالي غربي أوربا إنه أخذ مدينته عن اليونان وروما؛ هذا إلى أنه يجوز لنا أن نعد شعوب الشرق الأقصى كلها وحدة بشرية وثقافية، وكل جزء من أجزاء هذه الوحدة - شأنها في ذلك شأن أقاليم القطر الواحد - قد أنتج فنه وثقافته في مكانه الخاص وزمانه الخاص، بحيث جاءت تلك الثقافة وذلك الفن يشبهان ويعتمدان على ما أنتجته بقية الأجزاء من ثقافة وفن؛ وعلى هذا نرى الخزف الياباني جزءاً من الفن الخزفي في الشرق الأقصى، ووجهاً من وجوهه؛ وهو في أساسه شبيه بالخزف الصيني، إلا أنه مطبوع بطابع يميزه من الرقة والرشاقة اللتين تميزان الفن الياباني كله؛ وقد كان الخزف الياباني - حتى قدوم الصناع الكوريين في القرن السابع - مجرد صناعة خالية من لمسة الفن، أعني أنه كان لا يعدو أن تصب المادة صباً على نحو غليظ لتكون آنية للاستعمال اليومي؛ والأرجح أنه لم يكن في الشرق الأقصى قبل القرن الثامن خزف مصقول، وأكثر من هذا ترجيحاً أنه لم يكن به نوع الخزف المسمى "بورسلان"(٦٦)، ثم أصبحت الصناعة فناً، وكان أكبر العوامل على هذا التطور دخول الشاي في القرن الثالث عشر؛ فقد صحب الشاي عند دخوله البلاد أقداح صينية لشربه من طراز "صنج" فأثارت الإعجاب عند أهل اليابان؛ حتى غامر خزاف ياباني سنة ١٢٢٣ وهو "كاتوشيروزيمون"،