لم يكن للعلم في بريطانيا في الفترة من ١٧٨٩ إلى ١٨١٥ سوى تأثير ضئيل في الفلسفة. أعني أن العلوم الطبيعية Physical يمكن أن تتوافق مع اللاهوت (الثيولوجيا theology) الليبرالي liberal (المتحرر) بل وحتى فكرة التطور يمكن. مواءمتها مع تفسير الخلق في ستة أيام باعتبار كل يوم يمثل فترة من فترات التطور تتسم بالطول. لقد أصبح أفراد الطبقات العليا الآن بعد أن أنهت الثورة الفرنسية تعاطفهم مع فولتير والموسوعيين Encyclopedists، لا يثقون في الأفكار (الجديدة) باعتبارها أمراضاً معدية تصيب الشباب. لقد اعتبروا العبادة الأسبوعية استثمارا حكيما يؤدي إلى الانضباط الاجتماعي والاستقرار السياسي واشتكوا لأن رئيس الوزراء بت Pitt لا يجد وقتا للذهاب إلى الكنيسة وكان هناك بعض الأساقفة الذين تشككوا في أمور الدين فيما بينهم وبين أنفسهم لكنهم عرفوا بين العامة بتقواهم ومع هذا استمر الصراع القديم.
وفي عام ١٧٩٤ ظهر صوتان معبران عن الفكرتين المتناقضتين: توماس بين Paine في كتابه عصر العقل The Age of Reason ووليم بيلي Paley في كتابه "نظرة في البراهين على المسيحية"
A view of the Evidences of Christianity.
[١ - توم بين: عن المسيحية]
لقد كان توم بين TOM PAINE - الذي عرف بهذا الاسم توم في قارتين - رجلا إنجليزيا ولد في أسرة من الكويكر Quaker في ثتفورد Thetford في نورفولك Norfolk في سنة ١٧٣٧، وهاجر إلى أمريكا في سنة ١٧٧٤ بناء على نصيحة بنيامين فرانكلين، وقام بدور ناشط في الثورة الأمريكية. وأثنى الجنرال واشنطن على كتيب بين Paine الموسوم باسم الحصافة أو الفطرة السليمة Common Sense (يناير ١٧٧٦) لأنه أحدث تغييراً قويا في عقول أناس