يهتم بالصالونات التي كانت تنتعش في باريس، فقد أصبحت موئلاً للسياسيين والمؤلفين والأيديولوجيين (المنظِّرين) ومنتقدي حكمه الذي يتجه أكثر فأكثر نحو الدكتاتورية. ونظم أخواه جوزيف ولوسين حفلات استقبال متتالية كان الكلام يجري فيهما - بالضرورة - لصالح الإمبراطور، لكن فحواه - بشكل عام - كان موجهاً ضد جوزيفين وأقام كل من تاليران وفوشيه بلاطاً خاصاً لنفسه حيث كانت الانتقادات مهذّبة. وشجب المهاجرون العائدون كل تصرفات آل بونابرت في حفلات مسائية كئيبة في فابورج سان جيرين Faubourg St. Germain وواصلت مدام دي ستيل الإبقاء على صالونها الشهير كجزء من حربها ضد نابليون طوال خمسة عشر عاماً، وكرَّست مدام جلني Gelnis - التي عادت إلى فرنسا بعد سبع سنوات قضتها كمهاجرة خارجها - صالونها وكتاباتها للدفاع عن نابليون ضد البوربون ومدام دي ستيل ومدام ريكامييه
٥ - مدام ريكامييه MME. RECAMIER
يعود نجاح صالون ريكامييه إلى جمالها الأخّاذ وثروة زوجها المِطْواعة. وُلدت في ليون في سنة ١٧٧٧ وسامها الحقيقي هو جين - فرانسوا - جولي أديلادي برنار Jeanne-Francoise-Julie- Adelaide Bernard وعُرفت بين أصدقائها باسم جولي أو جوليت، وكانت تتمتع بوجه محبوب وقوام جذّاب، وظلت تتحلّى بهاتين الميزتين حتى بعد أن بلغت السبعين وأصابها العمى، لقد كادت تجمع في شخصها كل ما تتحلّى به الأنثى من جاذبية - لطف وعطف وميل للخدمة أو المساعدة وذوق وكياسة وحساسية وبراعة … وقد أضافت إلى هذه المرونة والحساسية أنها جذبت إليها مئة ذكر (رجل فحل) دون أن يتركوا أي أثر معروف علي عذريتها (أي أنها ظلت عذراء رغم هؤلاء الرجال المائة).
وفي سنة ١٧٩٣ وكان عمرها ستة عشر عاماً تزوّجت من جاك روز ريكامييه Jacques-Rose-Recamier وكان في الثانية والأربعين من عمره لكنه كان صاحب بنك. وكان سعيداً جداً بتأمل جمالها وسماع غنائها وملاحظة يديها الدقيقتين الجميلتين وهي تعزف البيانو أو الهارب (القيثارة) فكان يُجلسها على وسائد ليريحها في جلستها تماماً وكان يُنفق على