أدولوراتا" ويصحب العذراء فيها ملاك فيه من العذوبة ما يجعلنا نتقبل فكرة الخلود إذا كان في الجنة الكثير من أمثاله.
[٣ - أوديسة كرستينا]
كانت الفنون الآن مجرد جزء صغير من حياة روما الثقافية. فيها أيضاً مئات من الموسيقيين، والشعراء، والمسرحيين، والعلماء، والمؤرخين. وقد يسرت المتاحف والمكتبات والكليات كنوز الماضي للطلاب، وشجعت الأكاديميات الأدب والعلم. وكانت أوهام ماريني الموشاة ما زالت عدواها تسري في الشعر الإيطالي، ولكنه لذع هجائيات تاسوني، وحرارة نزعة ماريني الحسية، وتدفق مقاطع تاسو الفوار، كل أولئك كان قد أعطى الشعر الإيطالي حافزاً وإلهاماً ما زالت تحس بهما النفوس المترنمة بالشعر.
أما أعظم الشعراء الغنائيين في العصور الحديثة (٢٨)، إذا صدقنا ماكولي، فهو فنتشنزو دا فيليكايا، وقد شدا هذا الشاعر بتلخيص سوبيسكي لفيينا في قصائد كثيرة شاكرة، ورحب بمجيء كرستينا إلى روما في تملق نشوان، ووصف في خزي ساخط إخضاع وطنه للجيوش الدخيلة، يقول:
"إيطاليا، إيه يا إيطاليا، يا من كتب عليك أن تلبسي تاج الجمال المهلك، فأصبح سجل الويل والثبور موسوماً على جبينك إلى الأبد! ليت ميراثك كان جمالاً أقل وبأساً أشد! حتى يجدك أولئك الذين يستخفهم الطرب لأن حقدهم أذلك، أكثر إرهاباً أو أقل جمالاً (٢٩)".
على أن هنري هالام، الذي طوف لغوياً خبيراً بكل الآداب الأوربية، ذهب إلى أن كارلو اليساندرو جيدي، لا فيليكايا، هو الذي "ارتفع إلى أسمى ذروة بلغها أي شاعر غنائي إيطالي" و .. أن "قصيدته الغنائية في الحظ على الأقل تعدل أي قصيدة غنائية أخرى في الإيطالية (٣٠).، ولا يستطيع أحد لم يتمكن من الإيطالية أن يحسم هذا الخلاف بين ماكولي وهالام ولا بين جيدي وبترارك، ولا بين فيليكايا وبيرون أوشلي أوكيتس.