الدين الظرفاء اختلاطاً ممتعاً بالغانيات الموسرات، وساعدوهن على أن يكتبن وصاياهن.
وكانت جمهرة الشعب المسيحي تشترك مع البقية الباقية من الوثنيين في مشاهدة التمثيل والسباق والألعاب ولكن أقلية منهم حاولي أن تحيى حياة تتفق مع ما جاء في الأناجيل، وكان اثناسيوس قد جاء إلى روما براهبين مصريين، وكتب ترجمة لحياة أنطونيوس وكان روفينوس Rufinus قد نشر في الغرب تاريخ الأديرة في الشرق، فتأثرت عقول أتقياء المسيحيين بما ذاع عن تتدين أنطونيوس وشنوده، وباخوم، وأنشأ سكستوس الثالث Sextus III (٤٣٢ - ٤٤٠) وليو الأول أديرة، في روما، ورضيت كثير من الأسر أن تحيا حياة العفة والفقر التي يحياها الرهبان في الأديرة؛ وإن ظلت تقيم في منازلها. وخرجت كثير من السيدات ذوات الثراء مثل مرسلا Marcella، وبولا، وثلاثة أجيال من أسرة ملانيا عن الجزء الأكبر من مالهن للصدقات، وأنشأ، المستشفيات والأديرة وحججن إلى رهبان الشرق، وبلغ من تقشفهن وزهدهن أ، مات بعضهن من الحرمان. وأخذت الدوائر الوثنية في روما تشكو من أن هذا النوع من المسيحية لا يتفق مع حياة الأسر، أو مع نظام الزواج، أو مع القوة التي تحتاجها الدولة، وثار الجدل الشديد حول آراء زعيم الزاهدين في الغرب، وهو في الوقت نفسه من أكبر العلماء وأنبه الكتاب الذين أنجبتهم الكنيسة المسيحية.
[٢ - القديس جيروم]
ولد حوالى عام ٣٤٠ في استيريدوا Strido القريبة من كويليا، وأغلب الظن أنه من أصل دلماشي، وكأنما كان أهله يتنبئون بما سيكون له من شأن فسموه يوسبيوس هيرونيموس سفرونيوس Eusebius Hieronymus Sophronius " أي الحكيم المبجل صاحب الاسم المقدس"، ونال قسطاً كبيراً من التعليم في ترير وروما، ودرس الكتب اللاتينية القديمة دراسة طيبة، وأحبها حباً وصل