"امرأة قصيرة سمينة، مدورة كالكرة، تناهز الخمسين، … قبيحة، طيبة، كذابة دون قصد ودون خبث، ليس فيها ذكاء ومع ذلك تبدو وكأن لها نصيباً منه … تكتب الشعر وتناقش في منطق وفي غير منطق … دون كثير ادعاء أو غرور، وأهم من ذلك كله دون أن تسئ إلى أحد .. تعبد خالها، بوصفه خالا وبوصفه إنساناً، وفولتير يحبها، ويضحك عليها، ويعبدها. إن هذا البيت، باختصار يجمع بين النقائض، ومشهد بمتع المتفرجين (٢)(١).
ووصف زائر آخر هو الشاعر مارنتيل، المالك الجديد فقال "كان في فراشه حين وصلنا. فمد ذراعيه وعانقني وبكى فرحاً … ثم قال "هاأنت تجدني مشرفاً على الموت، فتعال وردني إلى الحياة، أو تلق آخر أنفاسي" … وبعد لحظة قال "سأنهض وأتناول الغداء معك"(٣).
وكان في فيللا المباهج هذه عيب واحد- وهو برودتها في الشتاء، وفولتير يحتاج إلى الحرارة لشدة هزاله. وعليه فقد وجد لوزان خلوة صغيرة تدعى مونريون يقيها موقعها من ريح الشمال، فاشتراها، وأنفق فيها بعض شهور الشتاء خلال ١٧٥٥ - ٥٧. وفي لوزان ذاتها اشترى (يونيو ١٧٥٧) على نهر جران شين "بيتاً لو كان في إيطاليا لسمى قصراً" له خمس عشرة نافذة تطل على البحيرة. "هناك ودون أي معارضة من رجال الدين أخرج تمثيليات أكثرها من تأليفه. وكتب يقول "إن الهدوء شئ جميل. ولكن الملل ينتمي أرد عني هذا القريب القبيح أقمت مسرحاً (٤).
هكذا، في غدوه وراحه، بين جنيف ولوزان عرف سويسرا.
٢ - المقاطعات السويسرية (الكانتونات)
في ١٧٤٢ تساءل صموئيل جونسن "بأي سياسة عجيبة، أو بأي توافق سعيد بين المصالح، أمكن تجنب الفتن العنيفة في دولة تتألف من شتى