هذا دعا بطرس ١٠٠. ٠٠٠ قوزاقي للخدمة. وبنيت السفن على عجل على البحيرات، والأنهار، والبحار، فما وافى عام ١٧٠٥ حتى كان للبحيرة الروسية ثمان وأربعون بارجة، وثمانمائة سفينة أصغر منها، و٢٨. ٠٠٠ بحار.
كان هذا كله لا يزال في طريق التنفيذ، ناقصاً لم يكتمل بعد، حين جاء باتكول إلى موسكو واقترح أن ينضم بطرس غلى فردريك الرابع ملك الدنمرك وأوغسطس الثاني ملك بولندة ليطردوا السويد من أرض القارة وينتزعوا منها الهيمنة على البلطيق. ورأى بطرس أن كل هذه السفن التي يجري بناؤها تتوق لأن تمخر عباب البحر، وهي تؤثر البحر المتوسط الدافئ-ولكن الإمبراطورية العثمانية كانت لا تزال قوية إلى حد يفت في العضد. وكانت الآستانة عصية على الهجوم، والنمسا وفرنسا الآن صديقتين للأتراك. فعلى روسيا إذن أن تتطلع إلى الباب الآخر، وأن تلتمس لها منفذاً في الشمال. وكان من سوء التوقيت أن يحضر المبعوثون السويديون إلى موسكو قبيل ذلك ويحصلوا على موافقة بطرس على تجديد معاهدة كاردس التي تعاهدت فيها روسيا والسويد على السلام. ولكن الجغرافيا والتجارة تهزءان بالمعاهدات. ثم ألم يكن ساحل البلطيق بين نهري نيفا ونارفا-ولايتا اينجريا وكاريليا-من قبل ملكاً لروسيا، ولم يسلم للسويد في ١٦١٦ إلا لأن روسيا كانت في فترة شدتها تلك عاجزة عن المقاومة؟ فلم لا تسترد القوة ما أخذ بالقوة؟ وعلى ذلك، ففي ٢٢ نوفمبر ١٦٩٩ انضم بطرس إلى الحلف ضد السويد، واتخذ أهبته لشق طريقه إلى البلطيق. وفي ٨ أغسطس ١٧٠٠ أمن جبهته الجنوبية على قدر ما تستطيع معاهدة تأمينها، وذلك بإبرامه صلحاً مع تركيا. في ذلك اليوم بعينه أمر جيشه بالزحف على ليفونيا السويدية.
[٥ - شارل الثاني عشر والحرب الكبرى]
١٧٠٠ - ١٧٢١
ونمى إلى استوكهولم نبأ غامض عن اتفاق الحلف. فالتام المجلس الملكي ليناقش إجراءات الدفاع. وكان الرأي الغالب وجوب فتح باب المفاوضات مع أحد الحلفاء لعقد صلح منفرد معه. واستمع شارل