على إنعاش حيويتنا واسترجاعها (٤٨)". وتقدم معاصره الأصغر جون مايوو، وكان هو أيضاً ينتمي للجمعية الملكية، (١٥٤٧) صوب نظريتنا الحالية عن النار بأن افترض أن من بين مكونات الهواء مادة تتحد بالمعادن حين تتكلس (تتأكسد)، واعتقد أن مادة مماثلة تدخل أجسامنا فتغير الدم الوريدي إلى دم شرياني. وكان لا بد أن تنقضي مائة عام قبل أن يكتشف شيل وبريستلي الأوكسجين نهائياً.
وحوالي عام ١٦٧٠ اكتشف كيميائي ألماني يدعى هينيج براند أن في استطاعته أن يحصل من بول الإنسان على مادة كيميائية تتوهج في الظلام دون تعريض تمهيدي للضوء. وعرض كيميائي من درسدن يدعى كرافت هذا النتاج الجديد أمام تشارلز الثاني بلندن في ١٦٧٧. ولم يستطع بويل أن يستخلص من كرافت المتكتم إلا الاعتراف بأن المادة المضيئة "شيء ينتمي إلى جسم الإنسان (٤٩) ". وكان في الإشارة ما يكفي، فسرعان ما حصل بويل على كميته من الفوسفور، وأثبت بسلسلة من التجارب كل ما نعرفه إلى الآن عن توهج ذلك العنصر. وكان النتاج الجديد يكلف المشترين ست جنيهات (٣١٥ دولاراً؟) للأوقية رغم وفرة مصدره.
[٧ - التكنولوجيا]
كانت الصناعة-إلى القرن التاسع عشر-تحفز العلم أكثر مما يحفز العلم الصناعة، وكانت المخترعات إلى القرن العشرين تخترع في المختبر أقل مما تخترع في المتجر أو الحقل. ولعل العمليتين سارتا جنباً إلى جنب في أهم الحالات جميعاً، وهي تطوير الآلة البخارية
وقد صنع هيرو الاسكندري، في القرن الثالث الميلادي أو قبله، عدة آلات بخارية، ولكنها على قدر علمنا كانت تستعمل لعباً أو عجائب تسلي الجماهير أكثر منها أجهزة تحل محل الطاقة البشرية. وفي أوائل القرن السادس عشر وصف ليوناردو دافنتشي بندقية تستطيع بضغط البخار أن تدفع مسماراً حديدياً مسافة ألف ومائتي ياردة، ولكن مخطوطاته العلمية لم تنشر إلا عام ١٨٨٠. وقد ترجمت بعض كتابات هيرو اليونانية إلى اللاتينية في ١٧٥٧، وإلى الإيطالية في ١٥٨٩.