وذكر جيروم كاردان (١٥٥٠) وجامباتستا ديللا بورتا (١٦٠١) أن في الإمكان إحداث فراغ بتكثيف البخار، ووصف بورتا آلة لاستخدام ضغط البخار لرفع عمود الماء. ومثل هذه الاستخدامات للبخار المتمدد اقترحها سالومون دكاوس بباريس في ١٦١٥ وبرانكا بروما في ١٦٣٠. وحصل ديفد رامسي من تشارلز الأول ملك إنجلترا على براءة بآلات "لرفع الماء من الحفر المنخفضة بالنار … وتشغيل أي نوع من المصانع على المياه الساكنة بالحركة المستمرة، دون مساعدة من الرياح أو الأثقال أو الخيل (٥٠) ". وفي ١٦٦٣ حصل إدوارد سومرست، مركيز ورستر، من البرلمان على احتكار مدته تسعة وتسعون عاماً لـ "أعجب عمل في العالم كله"-وهو "آلة تتحكم في الماء" ترفع الماء لارتفاع أربعين قدماً (٥١)، وبهذه الآلة أراد أن يشغل المصانع المائية لجزء كبير من لندن، ولكنه مات قبل أن ينفذ خطته. وحوالي ١٦٧٥ اخترع صموئيل مورلاند، كبير ميكانيكية تشارلز الثاني، المضخة الكابسة، وفي ١٦٨٥ نشر أول وصف دقيق لقوة تمدد البخار. وفي ١٦٨٠ صنع هوبجنز أول آلة غازية باسطوانة ومكبس تدار بالقوة الممدة للبارود المتفجر.
وذهب دنيبابان، المساعد الفرنسي لهويجنز، إلى إنجلترا واشتغل مع بويل، ونشر عام ١٦٨١ وصفاً لـ "مهتضمة digester"- وهي حلة ضغط لتطرية العظم بماء يغلي في إناء مقفل. ولكي يمنع انفجار الإناء وصل بقمته أنبوبة مكن أن تفتح إذا بلغ الضغط نقطة معينة، وقد لعب "صمام الأمن" الأول هذا دوراً منقذاً في تطوير الآلة البخارية. وزاد بابان على ذلك بأن ثبت أن قوة البخار يمكن نقلها غازياً بأنبوبة من مكان لآخر. ولما انتقل إلى ماربورج بألمانيا عرض (١٦٩٠) أول آلة استعمل فيها تكثيف البخار، الذي يحدث فراغاً، لدفع مكبس. وقد ألمع إلى قدرات هذه الآلة على قذف القنابل، ورفع المياه من المناجم، ودفع المراكب بعجلات تغديف، وفي ١٧٠٧ (أي قبل قرن بالضبط من إبحار سفينة فولتون "كليرمون" مصعدة على نهر هدسون) استخدم آلته البخارية في تسيير زورق بدولاب تغديف على نهر فولدا بكاسل (٥٢). ولكن الزورق تحطم، وثبط الحكام الألمان تطوير القوة المكنية لاطمئنانهم إلى الأوضاع الراهنة آنئذ، وربما لخوفهم من انتشار البطالة.