للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالابتسام للدنيا، إن فنه تعبير عن الصحة، مثلما أن فننا اليوم يوحي باعتلال الفرد أو اعتلال الروح العامة. ويمكن، إذا وهنت نفوسنا أو افترت حيويتنا أن نفتح كتاب روبنز في أي مكان لننتعش ونجدد قوانا.

[٤ - فانديك]

١٥٩٩ - ١٦٤١

لقد كان من عادة روبنز أن يرحب ويشجع الموهبة المبكرة النضج لدى الشباب اليافع الوسيم، الذي التحق بمرسمه حوالي ١٦١٧. وكان أنطوني فانديك قد بدأ تدريبه وهو في سن الثامنة عند هندريك فإن بالمن، معلم سنيدرز. وفي سن السادسة عشر كان له تلاميذه هو نفسه، وفي سن التاسعة عشر سجل أستاذاً في نقابة الفنانين، ولم يكن تلميذاً لروبنز بقدر ما كان مساعداً ذا قيمة كبيرة له. وقدر روبنز أحد أعمال فانديك الأولى بأنه يساوي في قيمته لوحة "دانيال" التي أنجزها روبنز في نفس العام. واحتفظ في مجموعته الخاصة بلوحة فانديك "المسيح يتوج بالأشواك"، ثم تنازل عنها في وقت متأخر، وهو كاره، لفيليب الرابع. ليضعها في الأسكوريال (٥٩). وتأثر فانديك في شغف بالغ بروبنز، ولكنه كانت تعوزه حيوية الفنان العجوز في الحركة واللون، ومن ثم قصر عن اللحاق به في كل شيء، فيما عدا رسم الأشخاص. وفي صورته الشخصية الأولى (١٦١٥) (٦٠) كشف عن الخصائص التي كان يجب أن تميز وتحدد عبقريته-رقة ورشاقة وجمال ناعم، مما لا يكاد يليق بالرجل. وكان زملاؤه الفنانون سعداء بالجلوس إليه لتكون الصورة التي يرسمها لهم، سياجاً إضافياً يحميهم من نسيان الناس لهم. وقد رسم صوراً شخصية محببة لسنيدرز (٦١) ودوكونسوي (٦٤) تورجان دي وال (٦٤) -وجسباردي كريبر (٦٥) ومارتن ببين (٦٦)، وكان من صفات فانديك المحمودة الكثيرة أنه أحب منافسيه. وتوحي تلك الصور الشخصية في مرسم روبنز بروح طيبة من الزمالة لا توجد دائماً في مملكة الفن.