للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رخيم وذوق رفيع. وتحدث بوزويل في الدين .. "أن الكنيسة الأنجليكانية أفضل المذاهب عندي. روسو: نعم، ولكنها ليست الإنجيل. ألا تحب القديس بولس؟ إنني أحترمه، ولكني أحسبه مسئولاً إلى حد ما عما في رأسك من اختلاط. لو عاش لكان قسيساً أنجليكانياً.

الآنسة ليفاسير: استلقى المسيو دفولتير يا سيدي؟ بوزويل: بكل تأكيد. ثم إلى روسو: أن المسيو دفولتير لا يحبك. روسو: أن المرء لا يحب من أذاهم أذى شديداً. أن حديثه ممتع جداً، لا بل إنه بفضل كتبه. وطال بوزويل المكث فوق ما تحتمله الضيافة، ولكن حين ودع "قبلني روسو مرات، وضمني بين ذراعيه بود رقيق". فلما وصل بوزويل إلى الفندق قالت ربته سيدي: أضنك كنت تبكي. ويضيف إنني أحتفظ بذكرى هذه الكلمات إطراءً صادقاً لإنسانيتي (٧٥).

[٦ - دستور لكورسيكا]

بعد أن زار بوزويل فولتير في فرنيه، مضى في رحلته إلى إيطاليا ونابلي وكورسيكا، ربما بحث من روسو. وكانت كورسيكا بزعامة باسكالي دي باولي قد حررت نفسها من سيطرة جنوة (١٧٥٥) ورحب روسو في "العقد الاجتماعي" من قبل بمولد الدولة الجديدة.

"ما زال في أوربا بلد واحد مفتوح للمشرع. إنه جزيرة كورسيكا. والبسالة والإصرار اللذان برهن بهما هذا الشعب الشجاع على قدرته على استرداد حريته والدفاع عنها يستحقان المعونة من إنسان حكيم يعلمهم كيف يحتفظون بها. ونفسي تحدثني بأن هذه الجزيرة الصغيرة سوف تدهش أوربا يوماً ما (٧٦) ".

ولو أخذ رأي فولتير لرأى أن روسو آخر رجل في أوربا يصح دعوته للتشريع. ولكن الذي حدث أن جان-جاك تلقى في ٣١ أغسطس ١٧٦٤ الخطاب الآتي من ماتيو بوتافوكو، المبعوث الكورسيكي لدى فرنسا: