يستمد ليو الثالث لقبه من إقليم إسوريا Isauris في قليقية، ويقول ثيوفان Theophanes إنه ولد في هذا الإقليم من أبوين أرمنيين؛ ثم انتقل والده من هناك إلى تراقية، وأخذ يربي الضأن، وأرسل منها خمسمائة رأس مصحوبة بابنة ليو هدية منه إلى الإمبراطور جستنيان الثاني وأصبح ليو فيما بعد جندياً في حرس القصر، ثم قائداً لفيلق الأناضول، ثم اختاره الجيش إمبراطوراً، والجيش كما لا يخفى لا يرد له اختيار؛ وكان ليو رجلاً طموحاً، قوي الإرادة، مثابراً، صبوراً؛ وكان قبل اختياره للجلوس على العرش قد هزم عدة مرات جيوشاً إسلامية تفوق جيوشه؛ كما كان بعد ذلك سياسياً محنكاً، وهب الإمبراطورية الاستقرار الناشئ من التطبيق العادل للقوانين العادلة، وأصلح نظام الضرائب، وخفض من أعباء رقيق الأرض، ووسع نطاق الملكية الزراعية، ووزع الأراضي على الفلاحين وعمر الأقاليم المهجورة، وعاد النظر في القوانين، ووضعها على أساس إنشائي حكيم، ولم يكن يعيبه إلا سلطانه الأوتوقراطي.
ولعله قد تشبعت نفسه وهو في صباه بآسية بفكرة رواقية متزمتة عن الدين سرت إليه من المسلمين، واليهود، والمانيين، واليعاقبة، ومن تعاليم القديس بولس، وكلها تذم عكوف جمهرة المسيحيين على عبادة الصور والتماثيل، والحرص الشديد على المراسم والطقوس، والاعتقاد بالخرافات. ولقد نهى العهد القديم في صراحة تامة (الآية الخامسة عشرة من الإصحاح الرابع من سِفر التثنية) المؤمنين على أن يضعوا: "تمثالاً منحوتاً صورة مثال ما شبه ذكر أو أنثى شبه بهيمة ما مما على الأرض … الخ". وكانت الكنيسة أول أمرها تكره الصور والتماثيل