حفظ الصحة العامة والنظافة الشخصية، فاستقدمت الأطباء الأجانب، وأسست كلية للصيدلة في موسكو، ودبرت المال لإنتاج الأدوات الجراحية. وفتحت في موسكو ثلاثة مستشفيات جديدة ومستشفى للأمراض العقلية وفي سانت بطرسبرج ثلاثة مستشفيات جديدة بما فيها "مستشفى سري" للأمراض التناسلية (٥٧). وفي ١٧٦٨ أدخلت لروسيا التطعيم ضد الجدري، وهدأت مخاوف الشعب بوضعها شخصها وهي في الأربعين ليجري عليها العلاج كثاني شخص في روسيا، وما لبثت كاترين أن كتبت لفولتير تقول "إن الذين طعموا هناك في شهر واحد أكثر ممن طعموا بفيينا في سنة"(٥٨). (وفي ١٧٧٢ دخل التطعيم نابلي لأول مرة، وفي ١٧٧٤ مات لويس الخامس عشر بالجدري غير مطعم).
[٥ - الاقتصادية]
من القوانين الأساسية التي أصدرتها كاترين قانون (١٧٦٥) قضى بأجواء مسح لجميع أراضي روسيا. وقد قوبلت هذه العملية بمقاومة شديدة من الملاك. وحين اختتم العهد كانت قد شملت عشرين إقليماً من خمسين، ولكنها لم تستكمل حتى منتصف القرن التاسع عشر. وبينما كان المسح جارياً أدركت الإمبراطورة في وضوح مثبط للهمم كيف يعتمد اقتصاد روسيا على تنظيم الزراعة بواسطة نظام قوامه السادة والأقنان. وفي ١٧٦٦ أعلنت عن جائزة من ألف دوقاتية تمنح لأفضل مقال عن تحرير الأقنان. وفاز بالجائزة بياردي دلابيه إكس لا شابل، الذي رأى أن "العالم كله يطالب الملوك بتحرير الفلاحين" وتنبأ بأن الإنتاج الزراعي سيزداد زيادة هائلة "إذا ملك الفلاحون الأرض التي يزرعونها"(٥٩). غير أن الملاك الأشراف حذروا كاترين من أن الفلاح سيهجر القرى إلى المدن إن لم يربط بالأرض وبسيده الإقطاعي، أو سيهاجر من قرية إلى قرية في لا مبالاة أكثر، فيخلق بذلك الفوضى، ويمزق الاقتصاد، ويعوق تجنيد أبناء الفلاحين الأشداء للجيش أو الأسطول.
ومضت القيصرة الحائرة في مشروعها على حذر، فالنبلاء يملكون المال