حول دير سمولني إلى معهد سمولني لبنات النبلاء- وهذا صدى لمعهد مدام دمانتنون "سان سير"، وكانت كاترين أول حاكم روسي يفعل شيئاً لتعليم النساء. ولما فت في عضدها افتقارها إلى المعلمين المؤهلين، بعثت الطلاب الروس لدراسة التربية في إنجلترة وألمانيا والنمسا وإيطاليا، وأنشئت مدرسة للمعلمين في ١٧٨٦.
وقد أعجبتها إصلاحات يوزف الثاني التعليمية في النمسا، فطلبت إليه أن يعيرها شخصاً خبيراً بنظامه، فأرسل إليها تيودور يانكوفش الذي وضع لها خطة نشرتها باسم "قانون المدارس الشعبية"(٥ أغسطس ١٧٨٦). وأنشئت مدرسة أولية في أهم بلدة في كل إقليم، ومدرسة ثانوية في كل مدينة كبرى من مدن ست وعشرين مقاطعة، وفتحت هذه المدارس لجميع الأطفال أياً كان طبقتهم، ولم يسمح فيها بالعقاب البدني؛ وكانت الدولة تمدها بالمدرسين والكتب المدرسية. بيد أن المشروع أحبطه إلى حد كبير عزوف الآباء عن إرسال أبنائهم إلى المدارس بدلاً من استخدامهم للشغل في البيت. وخلال اسنوات العشر التي انقضت منذ تأسيس "المدارس الشعبية" حتى وفاة كاترين، زاد عدد ببطء من أربعين إلى ٣١٦ مدرسة، وعدد المعلمين من ١٣٦ إلى ٧٤٤، وعدد التلاميذ من ٤. ٣٩٨ إلى ١٧. ٣٤١. وفي عام ١٧٩٦ كانت روسيا لا تزال شديدة التخلف عن الغرب في ميدان التعليم الشعبي.
أما التعليم العالي فكان متاحاً على نطاق ضيق في جامعة موسكو وفي المعاهد أو الأكاديميات الخاصة، وأنشئت مدرسة تجارية في ١٧٧٢، وأكاديمية للمناجم في ١٧٧٣. ووسعت أكاديمية العلوم القديمة وزودت بالمال الوافر. وفي ١٧٨٣، بناء على إلحاح الأميرة داشكوفا، وتحت رآستها، أنشئت أكاديمية روسية لتحسين اللغة، وتشجيع الأدب، ودراسة التاريخ، فأصدرت المترجمات، ونشرت الدوريات، وصنفت قاموساً صدر في ستة أجزاء بين ١٧٨٩، ١٧٩٩.
وقد روعت كاترين نسبة الوفيات العالية في روسيا، وبدائية وسائل