العقل، والفلسفة، وتناقض الحدود؛ وقد أنكر خلود نار الجحيم. بل قذف بعض مفرقعاته عقيدة خلود الروح قذفاً شيط شوارب إيمان السيدة طابيثا قليلاً (١١٦)".
ولم يكتب لسمولت أن يرى "همفري كلنكر" مطبوعة. ففي ١٧ سبتمبر ١٧٧١ مات في فيللته الإيطالية غير متجاوز الخمسين، بعد أن خلق من الأعداء والشخصيات الحية أكثر مما خلقه أي كاتب آخر في زمانه. ونحن نفتقد فيه ما نجده في فيلدنج من ابتهاج وتقبل صحي للحياة وبناء للحبكة فيه جهد وعناية، غير أن في سمولت حيوية عارمة، وفيه رنين ورائحة مدن بريطانيا ومراكبها وطبقتها الوسطى، وحكايته ذات الأحداث المترابطة البسيطة تتدفق بحرية وحيوية أكثر دون أن يعوقها عائق من المواعظ .. ورسم الشخوص أقل لفتاً للنظر في فيلدنج، ولكنه أكثر تعقيداً. وكثيراً ما يقنع سمولت بتكديس السمات المميزة للأفراد بدلاً من ارتياده للتناقضات والشكوك والتجارب التي تصنع الشخصية. وهذا الأسلوب في تمييز الأفراد-بالمبالغة في خصيصة ما باعتبارها "لازمة" في كل شخص-انتقل إلى دكنز، الذي واصل بمذكرات بكوك الرحلة التي بدأها ماثيو برامبل.
هؤلاء الكتاب-رتشردسن وفيلدنج وسمولت-إذا أخذناهم معاً، وجدناهم يصفون إنجلترا منتصف القرن الثامن عشر وصفاً أكمل وأدق من أي وصف أتى به مؤرخ أو جميع المؤرخين-الذين يضلون طريقهم وسط الشذوذات. فكل شيء موجود هنا، اللهم إلا تلك الطبقة العليا التي أخذت عن فرنسا عاداتها ومستعمراتها. هؤلاء الروائيون أدخلوا الطبقات الوسطى دخول الظافرين إلى ميدان الأدب، كما أدخلهم ليللو إلى الدراما، وجاي إلى الأوبرا، وهوجارث إلى التصوير. لقد خلقوا الرواية الحديثة وتركوها تراثاً لا يباري.
[٦ - الليدي ماري]
بهذا اللقب ألفت إنجلترا أن تلقب ألمع الإنجليزيات في جيلها، المرأة التي دخلت تاريخ الآداب والعادات بهجومها على التقاليد التي حبست جنسها، ودخلت تاريخ آداب اللغة بكتابتها رسائل تنافس رسائل مدم دسفينييه.