للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المركيزة دي لابومراي عشيقة المركيز دي أرسيز. أنها أرتابت في أنه سئمها، فعزمت على أن تكتشف الأمر بالأشارة إلى علاقتها أصبحت عبئاً ثقيلاً، أنه أساء إليها أبلغ أساءة بتصريحه بأنه يود أن يفلت من عشيقة إلى صديقة، فتدبر المركيزة إنتقاماً فريداً في بابه. وتعثر على بغي جميلة، وتتحمل نفقات أبدال ملابسها وتعلمها الأجرومية وآداب السلوك وتلقنها مبادئ التقوى المثيرة للأعجاب، وتقدمها إلى المركيز على أنها سيدة من ذوات الحسب والنسب، ودربتها على أن تثير نزواته وترفض عرضه لأن تكون صديقته، وأرشدتها إلى الطريقة التي تنتزع بها منه إقتراحاً بالزواج. وبعد بضعة أشهر من الزواج تكشف مدام لابومراي للمركيز عن ماضي زوجته. ولكن يفسد على المركيزة أنتقامها تطور غريب. ذلك أن المرأة الآثمة التي أعيد تشكيلها وصلح حالها عرفت كيف تحب زوجها المركيز، وأعترفت له خجلة باكية بخدعتها وعرضت أن تختفي من حياته، وفي الوقت نفسه كانت هي زوجة مخلصة ووفية إلى حد أن المركيز أكتشف أن في الزواج سعادة أكبر مما هي في الفجور والزنى. فيغتفر لها تضليلها ويأبى أن تفارقه، ويعيش معها عيشة راضية ممتازة، ويتحطم قلب بومراي من مرارة الهزيمة.

أن هذا الفاصل على أية حال هو أكثر ما يأخذ بالألباب في "جاك المؤمن بالقضاء والقدر" فأنه يتميز بمتانة التركيب، واللمسات الرقيقة للواقعية النفسية (السيكولوجية)، والشعور العميق في تعبير هاديء. وهذه كلها تعوزها القصة على وجه الإجمال. وأعترف شيللر بأنها درة في فن الأدب. وترجمها إلى الألمانية في ١٧٨٥.

[٤ - ابن أخي رامو]

أن "ابن أخي رامو" لا "جاك المؤمن بالقضاء والقدر" هو أعظم كتب ديدرو وأسماه جوته "الكتاب الممتاز الذي ألفه رجل لامع (٣٨)، كتبه في ١٧٦١ ومات قبل أن ينشر، لأنه كان أقبح كتبه وأكثرها خزياً، وفي