أم الرب، والطفل في المزود، وعبادة المجوس، وصورة القديس لوقا وفيها العذراء وهي ترعى طفلها، وزيارة مريم لإيزابيث، والأم تتأمل طفلها في سعادة، والحضور إلى الهيكل، والصلب، والنزول عن الصليب، والقيامة، ويوم الحشر. وبلغ روجيه في هذا المشهد الأخير أوجه، في مجموعة لوحات لعلها صممت لتضارع "عبادة الحمل" ولكنها غير جديرة بذلك تماماً. ولقد صورت لرولان، وهي الآن في المستشفى الفخم، الذي أسسه الوزير العظيم في بوين. وفي اللوحة الجدارية الوسطى، يجلس المسيح للمحاكمة، وتغلب الرمة عليه عما في صورة ميشلانجياو، ويقف في كلا الجانبين الملائكة بملابسهم البيضاء الناصعة: يحملون وسائل عذابه وموته، ويظهر تحتهم ميكائيل رئيس الملائكة: يضع في الميزان الحسنات والسيئات: وإلى اليسار تركع مريم في خشوع وضراعة، وفي أحد الجانبين يجثو الأبرار في صلاة شكر، وفي الجانب الآخر يقع الأشرار فزعين في الجحيم، وهناك ثلاثة في أشورب تكاد تبلغ في شهرتها هذه الصورة وهي تصور الأسرار المقدسة السبعة في مشاهد رمزية. وأراد روجيه ألا نتمثله، مستغرقاً في وجد ديني، فصور حسناء تغتسل، وشابين يسترقان النظر إليها من خلال شق في الحائط، بفضول تشريحي نهم لا يشيع أبداً.
[٤ - شارل الجسور]
١٤٦٥ - ١٤٧٧
تبخر هذا الفوران كله بفضل حدة مزاج شارل المتهور، الملقب خطأ بالجسور. وهو الذي صوره روجيه فان درويدن، في صورة كونت شاروليه الفتى الجميل الحاد ذي الشعر الأسود، الذي قاد جيوش أبيه، في انتصارات دامية، وعرك سلطان أبيه منتظراً وفاته. ففي عام ١٤٦٥ أحش فيليب الطيب بنفاذ صبره، فسلم إليه مقاليد الحكم، وأشبع بذلك طموح الشاب ونشاطه.
وأبى شارل تقسيم دوقيته إلى ولايات شمالية وأخرى جنوبية تتفرق مكاناً