وكره الأتقياء من الدنمركيين التسامح الديني لأنهم رأوه كفراً، ورددت أحاديثهم عن شترونيزي أنه أجنبي دخيل ليس لسلطته سند غير فراش الملكة. وفي ١٧ يناير ١٧٧٢ أقنع لفيف من ضباط الجيش الملك بأن شتروينزي والملكة يبيتان قتله فوقع أمراً بالقبض عليهما. ورحلت كارولين إلى كرونبورج قلعة هاملت. أما شتروينزي فألقي في السجن، وبعد خمسة أسابيع من المعاناة اعترف بزناه مع الملكة. وفي ٢٨ أبريل ١٧٧٢ قطع إرباً على مقصلة على مرأى من جمهور محبذ لهذا العقاب. وسمح لكارولين بعد إلحاح جورج الثالث بالاعتكاف في تسليله بهانوفر، حيث ماتت في ١٠ مايو ١٧٧٥ وهي بعد في الرابعة والعشرين.
وقلد المتآمرون الفائزون الحكم لأوفى جولد برج، المعلم الخاص للأمير فردريك. ود قاد جولدبرج خلال اثني عشر عاماً من الحكم حركة انتفاض وطنية على النفوذ الأجنبي في الحكومة واللغة والتعليم، وفتح باب المناصب للعامة، وأعاد القنية، والتعذيب القضائي، وسيادة الكنيسة اللوثرية، والتوجيه الديني للجامعة. ووكلت الشئون الخارجية لأندرياس بيتر فون برنشتورف، ابن أخي الكونت فون برنشتورف ومحسوبه. فلما نصب الأمير فردريك نفسه وصياً (١٧٨٤) طرد جولدبرج: وأصبح أندرياس فون برنشتورف رئيس الوزراء وظل كذلك إلى يوم مماته. وبإرشاده الحكيم ألغيت القنية الثانية (١٧٨٧)، وأنهيت النخاسة في المملكة الدنمركية، وأطلقت حرية القيام بالمشروعات الاقتصادية. فلما مات برنشتورف (١٧٩٧) كانت الدنمرك قد ثبتت أقدامها على الطريق إلى ذلك الرخاء السلمي الذي جعلها محسودة من العالم كله.
[٤ - السويديون]
أ - السياسة
١٧١٨ - ١٧٧١
كانت حياة شارل الثاني عشر المثيرة مأساة للسويد. ذلك أن مراميه لم تسترشد بموارد وطنه بل بظمئه للمجد. وقد احتمله الشعب السويدي بشجاعة وهو يأتي على قوتهم البشرية وثروتهم، ولكنهم كانوا يدركون قبل موته