وفي ١٣ سبتمبر سنة ١٨١٤ كانوا - مرة ثانية - في لندن. ومكث طوال اثني عشر شهرا مختبئا من دائنيه، بل واقترض أموالاً أخرى ليطعم نفسه وماري وكلير وجودوين الذي كان لا يزال يرفض رؤيته لكنه رحب بالمساعدة المالية. وفي هذه الأثناء وضعت هاريت مولودها الثاني، وأسمته تشارلز، ووضعت ماري مولودها الأول وليم. وأوت كلير إلى مخدع بايرون. وأخيرا مات جد شاعرنا تاركا ثروة لوالد شيلي الذي أصبح الآن هو السير تيموثي شيلي - تقدر بثمانين ألف جنيه. لقد أصبح شيلي الآن وارثا، لكن والده لم يعترف بذلك. لقد عرض عليه التنازل عن حقوقه مقابل مبلغ سنوي قدره ألف جنيه فوافق، فجعل شيلي مائتين منها كل عام لهاريت، وفي ٤ مايو ١٨١٦ غادر الشاعر وماري ووليم وكلير مرة أخرى قاصدين دوفر ومنها إلى فرنسا، وكان بايرون - قبلهم بتسعة أيام قد نفض عن قدميه تراب إنجلترا.
٨ - إجازة سويسرية: بايرون وشيلي ١٨١٦ م
اختار شيلي وكذلك بايرون، دون اتفاق سابق، سويسرا لتكون ملاذا لهما، واختارا جنيف لتكون مركزا لنشاطهما. ووصلت جماعة شيلي في ١٥ مايو واتخذت لها محل إقامة في ضاحية سيشيرون Secheron. أما بايرون وبطانته فاستقلتهما في أوستند Ostend مركبة فخمة كان قد أمر بتشييدها بتكلفة خمسة مائه جنيه على نمط مركبة كان يستخدمها نابليون واستولى عليها أعداؤه في جناب Genappe بعد هزيمته في واترلو. لقد كان بها سرير ومكتبة وكل ما يلزم لتناول الطعام.
وقام بايرون بجولة خاصة في أرض المعركة (واترلو) وتفقد ما تخلف عنها، وربما يكون قد ألف في بروكسل هذه الليلة المقاطع الشعرية من ٢١ إلى ٢٨ وهي المقاطع الأكثر خلودا في النشيد الثالث في (رحلة شيلد هارولد Childe Harold Pilgrimage) وفي ٢٥ مايو وصل إلى فندق دنجلتير d'Angleterre الواقع على بعد ميل إلى الشمال من قلب جنيف، فطلب منه موظف الاستقبال كتابة سنّه فكتب مائة واكتشفت كلير كليرمونت التي كانت مشرفة بمراجعة أسماء الواصلين فأرسلت إليه تواسيه لكبر سنه واقترحت عليه اللقاء.