للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صديقتي العزيزة في انتظار أن أضع طفلاً في هذا العام المحزن. وفي الشهر القادم سأكون حبيسة المخاض، ولن يكون قريباً مني.

هـ. شيلي

وقدم لنا جودوين بعض التفاصيل في خطاب أرسله إلى جون تايلور مؤرخ في ٢٧ أغسطس سنة ١٨١٤:

لقد كنت أثق فيه (أي شيلي) إلى أقصى درجة فقد عرفته سريع التأثر بالمشاعر النبيلة. لقد كان رجلاً متزوجاً عاش بسعادة مع زوجته طوال ثلاث سنين … وفي ٢٦ يونيو (وكان يوم أحد) اصطحب ماري وأختها جين كليرمونت Jane Clairmont إلى قبر أم ماري … وهناك يبدو أن فكرة غير تقية راودته. لقد فكر في اغتصابها، فخانني بعد أن ائتمنته، وهجر زوجته … وفي السادس من يوليو، وكان يوم الأربعاء .. وصل به الجنون حدا جعله يفضي إليّ بما يعتزمه وطلب موافقتي، فتجادلت معه … فوعدني في لحظة وهو في غاية التأثر بالتخلي عن حبه الآثم .. لكن الاثنين خدعاني، ففي ليلة ٢٧ يوليو هربت ماري وأختها جين من بيتي وفي الصباح وجدت خطابا يخبرانني فيه بفعلتهما.

وكانت جين كليرمونت أختا غير شقيقة لماري فهي ابنة زوجة جودوين الثانية من زوجها السابق. وكان اسمها الأصلي كلارا ماري جين، لكنها كانت تفضل أن ينادوها كلارا ثم أصبح اسمها كلير (Claire أو Clare) . ولدت في ٢٧ أبريل ١٧٩٨، وقد بلغت الآن السادسة عشرة من عمرها، وكانت صالحة للزواج بشكل واضح. لقد كانت موهوبة وحساسة ومعتزة بنفسها ولم تكن مرتاحة لسلطة أمها المرعبة وطباعها الثائرة، وكان زوج أمها مفلساً ومنشغلاً بدرجة لم تمكنه من تعويضها بأي قدر من الحب، فطلبت من ماري وشيلي أن يأخذاها معهما. وقد كان، ففي ٢٨ يوليو سنة ١٨١٤ هرب ثلاثتهم من لندن إلى دوفر Dover ومنها إلى فرنسا.

وفي ٢٠ أغسطس وصلوا إلى لوسيرن Lucerne، فلم يجد شيلي أية رسائل في انتظاره ولم يأته مال من لندن، ولم يكن معه سوى ثمانية وعشرين جنيهاً، فأخبر رفيقتيه وهو حزين بضرورة العودة إلى إنجلترا لتدبير المسائل المالية. فاستقلتهما عربة ثم قارب وأسرعا للشمال،