للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا أعز صديقة:

رغم أنني كنت منهكاً عندما التقينا ورغم أننا سنلتقي غدا في الساعة الثانية عشرة، فإنني لم أستطع منع نفسي من الكتابة لك. لقد أصبحت هادئا وأكثر سعادة بسبب تأكيداتك … لهذا يا عزيزتي هاريت فإنني أشكرك من أعماق روحي. ربما كان هذا أعظم ما تلقيت من بركة على يديك. لقد كرهت النهار في وضحه وكرهت - بعمق - حتى وجودي. لقد عشت على أمل أن تمنحيني السعادة، والعزاء لما أنا فيه، ولم يخب أملي. إنني أكرر لك (صدقيني فأنا مخلص فيما أقول) أن ارتباطي بك لم تنفك عراه، بل إنني مقتنع أنه قد أصبح أعمق وأكثر ديمومة فهو الآن أقل عرضة لتقلبات الهوى والنزوات. فارتباطنا لم يكن ارتباط هوى ونزوة، بل لقد كانت الصداقة هي أساسه، وعلى هذا الأساس كبرت هذه الصداقة وقويت، فأنت لم تملئي قلبي بمشاعر المعاناة … ألن أكون أكثر من صديق؟ آه .. سأكون أكثر من أخ، فأنا والد ابنتك الحبيبة لكلينا …

إن أردت الدفع لأصحاب المصارف قبل أن أراك، فإن هوكهام سيعطيك كل الشيكات.

وداعا. أحضري معك طفلتي الحبيبة الحلوة، فلا بد أنني سأكن لها حبا للأبد من أجلك.

المخلص والمحب دوما

پ. ب. شيلي

وروت هاريت الأمور من وجهة نظرها في خطاب إلى كاترين نُوجِنْت Catherine Nugent مؤرّخ في ٢٠ نوفمبر سنة ١٨١٤:

… إن ماري مصرة على اغتصابه … لقد ألهبت خياله باصطحابه إلى قبر أمها كل يوم وبمداومة الحديث عن أمها حتى أخبرته أخيرا أنها تموت فيه حبا … فلم لا نعيش جميعا معا؟ هكذا سألته ماري. أنا كأخته وهي كزوجته؟ وكان من الغباء أن اعتقد بإمكان هذا، فأرسل يطلبني ثم أقام في باث Bath. يمكنك تصور شعوري بعد افتضاح هذا الأمر. لقد لازمت الفراش طوال أسبوعين ولم أستطع إنجاز شيء. لقد توسل إليّ أن نعيش … وها أنا يا