لقد كان دفاعها عن حقوق المرأة دفاعا طيبا لكن لم يلق قبولا على نطاق واسع، وكان شبابها الغض وعقلها النشيط. ووجهها الشاحب المفكر وإعجابها الذي لم ينته بشيلي - كبيرا جدا بالنسبة لشاعر لازال شابا في الحادية والعشرين من عمره. ومرة أخرى اختلطت الشفقة بالرغبة. وكان طالما سمع عن ماري ولستونكرافت Mary Wollstonecraft وكتابها المثير للانتباه، وها هي ابنتها التي لم تكن سعيدة بحياتها مع زوجة أبيها القاسية، تذهب كثيرا لتجلس وحيدة بجوار قبر أمها. وهنا شعر شيلي معها بتآلف نفسي وعقلي ووجدها أرقى عقلا وألطف روحا من هاريت، وفي غضون أسبوع بدا له أنه يحس إزاءها بعاطفة قوية لم يألفها من قبل. وفي ٦ يوليو طلب من جودوين يد ابنته، واعتبر الفيلسوف المندهش هذا الطلب فسقا منه فمنعه من دخول بيته، ووضع ماري في رعاية زوجته (زوجة أبيها). وبعد ذلك وجد توماس لف بيكوك Thomas Love Peacock الشاعر يكاد يكون مهتاجا في غرفته بشارع فليت.
"لاشيء كالذي رأيته سبق لي أن قرأته في الحكايات أو التاريخ. لاشيء يقدم صورة أوضح للمفاجأة والعنف وعدم الاستقرار .. والوجد … أكثر من الصورة التي وجدته عليها عندما دعاني لآتيه من الريف … لقد كانت عيناه كالدم وشعره مهوشا وثيابه غير مهندمة .. وأحضر زجاجة من اللودانيوم laudanum (مستحضر أفيوني) وقال: لن أفارق هذه".
ورغم كل هذه العراقيل رتب شيلي الأمر ليقابل ماري عند قبر أمها وخفف اعتراضها بأن أخبرها أن هاريت لم تكن مخلصة وأنها كانت تخونه مع المدعو السيد (مستر) ريان Mr. Ryan واستمر لفترة ينكر أبوته للطفل الذي تحمله هاريت في بطنها الآن (في وقت لاحق زعم أنه ابنه). وأنكرت اتهامه وأيدها أصدقاء شيلي: بيكوك، وهوج، وتريلاوني Peacock، Hogg، Trelawny، ومتعهد نشر كتبه هوكهام Hookham . وقد رفض جودوين في وقت لاحق هذه التهمة. وكتب شيلي إلى هاريت (وكانت لا تزال في باث) وطلب منها القدوم إلى لندن فأتت في ١٤ يوليو ١٨١٤ إلى بيت والدها فزارها الشاعر هناك ووجدها مريضة بشكل خطر، فطلب منها أن توافق على الانفصال عنه لكنها رفضت وعندما عاد إلى غرفته كتب لها خطابا محموما يقترح فيه عليها نوعاً من الاتفاق: