توفي جستنيان في عام ٥٦٥ وهو سيد إمبراطورية عظيمة، بعد خمس سنين من وفاته ولد محمد (صلى الله عليه وسلم) في أسرة فقيرة في إقليم ثلاث أرباعه صحراء
(١) إن إعادة كشف بلاد العرب على يد الأوربيين في العصر الحديث لمن أكبر الأدلة على سعة أفق العلماء في القرن التاسع عشر وعلى أن العلم كان في ذلك القرن يعد العالم كله وطناً له. وقد بدأ هذا الكشف في أعوام ١٧٦١ - ١٧٦٤ حين اخترق كارستن نايبهر Carsten Neibehr شبه الجزيرة برعاية حكومة الدنمرقة. وكان كتابه الذي نشره في عام ١٧٧٢ أوسع وصف لبلاد العرب حتى ذلك الوقت. وفي عام ١٨٠٧ تزين دمنجو باديا أي ليبلتش Dominge Badis Y. Leblich الأسباني بزي المغاربة وزار مكة ثم نشر بعد رجوعه أول وصف دقيق لمناسك الحج. وفي عام ١٨١٤ - ١٨١٥ قضى جوهان لدفج بيركهاردت John Ludwing Burckhardt، وهو رجل سويسري زين بزي المسلمين، عدة أشهر في مكة والمدينة وقد أيد الرحالة الذين وفدوا على جزيرة العرب من بعده العلماء ما جاء في تقاريره الوافية من معلومات كثيرة. وفي عام ١٨٥٣ زار مكة والمدينة الرحالة رتتشرد بيرتن Richard Burton وهو رجل إنجليزي تزين بزي حاج أفغاني، ثم وصف رحلته الشاقة الخطرة في مجلدين ممتعين. وفي عام ١٨٦٩ - ١٨٧٠ ارتاد ج. هاميفي J. Holvey، وهو يهودي فرنسي، مواضع ممالك المعنيين وسبأ والحميريين الأقدميين ونقل ما وجده في تلك المواضع من نقوش على الصخور. وفي عام ١٨٧٥ سافر تشارلس منتجيو دوتن Charles Montague Doughton الإنجليزي من دمشق مع قافلة الحجاج ونشر ما وقع له في كتابه بلاد العرب الصحراوية =