كتب فريدريك الأكبر حوالي عام ١٧٧٦ يقول:"من بين جيران بروسيا أجمعين تستحق روسيا أعظم الاهتمام لأنها أخطرهم، فهي قوية وقريبة. وسيضطر حكام بروسيا القادمون كما اضطررت أنا للسعي إلى صداقة هؤلاء الهمج"(١).
وعلينا دائماً ونحن نفكر في روسيا أن نتذكر حجمها. كانت في عهد كاترين الثانية تضم أستونيا وليفونيا وفنلنده (بعضها)، وروسيا الأوربية، وشمالي القوقاز، وسيبريا. وقد اتسعت رقعتها من ٦٨٧. ٠٠٠ إلى ٩١٣. ٠٠٠ كيلو متر مربع في القرن الثامن عشر، وزاد سكانها من ثلاثة عشر مليوناً في ١٧٢٢ إلى ستة وثلاثين مليوناً في ١٧٩٠ (٢). وفي ١٧٤٧ قدر فولتير سكان فرنسا أو ألمانيا بأنهم يزيدون قليلاً من سكان روسيا، ولكنه لاحظ أن روسيا تبلغ مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة أي من الدولتين. وسيقوم الزمن والأصلاب الروسية بملء تلك المساحات الشاسعة.
وفي عام ١٧٢٢ كان ٩٧. ٧% من سكان روسيا ريفيين، وظلت نسبتهم ٩٦. ٤% في ١٧٩٠، فقد كان التصنيع يسير ببطء شديد. وفي ١٧٦٢ كان كل الشعب إلا عشرة في المائة منه فلاحين، وكان ٥٢. ٤% من هؤلاء أقناناً (٣)، ونصف الأرض يمتلكه نحو ١٠٠. ٠٠٠ من النبلاء، ومعظم ما بقي منها تملكه الدولة أو الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وبعضها