يملكه فلاحون شبه أحرار ما زالوا يلتزمون بأداء الخدمات وبالطاعة للسادة المحليين. وكانت ثورة الممالك تحسب بعدد أقنانه، من ذلك أن الكونت بيتر بلغت ثروته ١٤٠. ٠٠٠ قن (٤). وكان الأقنان الذين تمتلكهم الكنيسة وعددهم ٩٩٢. ٠٠٠ أهم جزء في ثروتها، وكان ٢. ٨٠٠. ٠٠٠ قن يفلحون أراضي التاج في ١٧٦٢ (٥).
وكان الشريف يتكفل بالقيادة العسكرية والتنظيم الاقتصادي، وهو عادة معفى من الخدمة العسكرية ولكنه كثيراً ما تطوع بها أملاً في الحظوة عند الحكومة. وكان له حقوق محاكمة أقنانه، وله أن يعاقبهم، أو يبيعهم أو ينفيهم إلى سيبيريا. على أنه كان عادة يسمح لفلاحيه بإدارة شئونهم بواسطة مجلس قريتهم أو "المير" وكان القانون يلزمه بإمداد أقنانه بالبزار وبإعالتهم في فترات القحط. وقد ينال القن حريته بشرائها من مالكه أو بالانخراط في سلك الجيش، ولكن هذا مشروط في برضى الملك. وكان للفلاحين الأحرار حق شراء الأقنان وامتلاكهم، وكان بعض هؤلاء الأحرار ويلقبون "كولاكي"(أي القبضات)، يهيمنون على الشئون القروية، ويقرضون المال بالربا، ويبزون السادة الإقطاعيين استغلالاً وصرامة (٦). وكان السيد والقن كلاهما متين السلالة، صلب العود، قوي الذراع واليد، عكفاً مع على تذليل التربة، واضطلعا معاً بعبء ترويض فصول السنة. وكانت المشاق أحياناً فوق ما يطيق البشر، بحيث نسمع مراراً بأقنان يهجرون مزارعهم في أعداد كبيرة ويختفون في بولندة أو الأورال أو القوقاز، وكان الألوف منهم يلقون حتفهم في الطريق، والألوف يتصيدهم الجند ويقبضون عليهم. وبين الحين والحين يهب الفلاحون في ثورة مسلحة على سادتهم وعلى الحكومة، وتنشب بينهم وبين الجيش معارك يستميتون فيها في الدفاع عن أنفسهم، ولكن الهزيمة تلاحقهم دائماً، فيزحف الأحياء منهم قافلين إلى واجباتهم-إلى إخصاب النساء بذريتهم، والتربة بدمائهم.
وقد درب بعض الأقنان على الفنون والحرف، فكانوا يمدون سادتهم بكل احتياجاتهم تقريباً. ويروي الكونت سيجور في معرضه حديثه عن