جلس هنري الثاني على عرش إنجلترا في عام ١١٥٤ وتولى البابوية في العام نفسه إنجليزي يدعى نقولاس بريكسبير Nicholas Breakspear وسمي باسم هدريان الرابع. وبعد عام من ذلك الوقت بعث هنري جون السلزبري إلى روما برسالة تنم عن كثير من الدهاء قال فيها إن أيرلندة في حال يرثى لها من الفوضى السياسية، والاضمحلال الأدبي، والانحطاط الخلقي، وعدم الاستقلال الديني والانحلال. وسأل البابا هل يسمح له بالاستيلاء على هذه الجزيرة التي تسودها النزعة الفردية، ويعيد إليها النظام الاجتماعي، ويرغمها على طاعة البابا هنري إلى طلبه، إذا جاز لنا أن نصدق جرالدس كمبرنسس Giraldus Cambrensis وأصدر مرسوماً بابوياً منح فيه هنري أيرلندة، مشترطاً عليه أن يعيد إليها الحكومة النظامية، وأن يجعل رجال الدين الأيرلنديين اكثر تعاوناً مع روما، وأن يُفرض بنس واحد، أي ما يعادل الآن (٨٣ slash ١٠٠ من الدولار الأمريكي) في كل عام على كل بيت في أيرلندة يؤدي إلى كرسي القديس بطرس (٥٢). ولم تكن مشاغل هنري وقتئذ تمكنه من أن يفيد من حالة الفوضى السائدة في أيرلندة، ولكنه ظل متحفزاً للإفادة منها.
وحدث في عام ١١٦٦ أن هزم تيرنان أورورك Tiernan o'Rourke، ملك بوفني Benfni درموت ماك مرو Dermot Mac Murrough ملك لينستر في حرب قامت بين الملكين لأن ثانيهما أغوى زوجة الأول. ولما طرد رعايا درموت مليكهم من البلاد فر هو وابنته الحسناء إيفا Eva إلى إنجلترا وفرنسا، وحصل على خطاب من هنري الثاني يؤكد فيه عطفه على فرد من رعاياه