رواياتها - طفولياً رومانسياً، إذ ما قورن بأحلامها السياسية. لنتركه (أي نابليون) يلخصها لنا من خلال منظوره في جزيرته المنعزلة:
"لقد أصبح بيت مدام دي ستيل ترسانة حقيقية تصوّب أسلحتها ضدي. لقد كان يأتيها كثيرون ليتسلَّحوا كما لو كانوا فرسانها في حرب يشنونها ضدي … ومع هذا فمن الحق أن نقول إنها كانت امرأة ذات موهبة عظيمة وتمييز فائق وشخصية قوية. إنها ستتحمّل وتثبُت".
٣ - بنيامين كونستانت (قسطنطين): من ١٧٦٧ إلى ١٨١٦ م
BENJAMIN CONSTANT
هناك اثنان، اسمُ كلٍّ منهما كونستانت (قسطنطين) - في حياة نابليون العاصفة: فيري كونستانت، خادمة المعنى بشؤون ملابسه الذي كتب عن الحياة الخاصة للدكتاتور الكبير (نابليون) مذكرات طويلة، وبنيامين كونستانت دي ريبك Benjamin Constant de Rebeque الذي ولد في سويسرا وتعلم في عدة مدن (اثنتي عشرة مدينة) وأخيراً أعد للمعركة في فرنسا وضيَّع حياته في ديون لم يسدّدها وخليلات منبوذات وتقلّبات سياسية حتى أصبح التعامل معه لا يكاد يكون مُربحاً هنا إلاّ إذا اقترب من التاريخ بالدخول في كثير من المنازعات فأحبَّته امرأة ذات حيثية لتلهو به، وكان قادراً على وصف أخطائه ببلاغة وحدَّة ذهن وموضوعية وتجرّد وربما يكون قد ساعدنا بعمله هذا على فهم أنفسنا.
لقد أرَّخ للعشرين سنة الأولى في حياته في كتاب سماه المذكرة الحمراء Cahier rouge وكتب عن العشرين سنة التالية من حياته في رواية قصيرة بعنوان أدولف Adolphe وكتب عن الأعوام من ١٨٠٤ إلى ١٨١٦ مُؤلَّفاً بعنوان اليومّيات Journal intime تنقل فيه من باريس إلى كوبت إلى فيمار إلى لندن وذكر فيه نُتَفاً من التاريخ والأدب والسيكولوجيا والفلسفة وروايته أدولف هي المؤلف الوحيد الذي تم نشره أثناء حياته (لندن ١٨١٦)، أما اليوميات فظلّ مخطوطاً حتى سنة ١٨٨٧، والمذكرة الحمراء حتى سنة ١٩٠٧، وهذه المؤلفات المتناثرة بالإضافة لآلاف المراجع المعاصرة هي التي تكون فكرتنا عن كونستانت (قسطنطين) هذه الأيام.
أنه سليل أسرة سويسرية عريقة ترجع بها شجرة نسبها إلى ثمانمائة سنة، لكننا لن نحتاج