للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الفصل الثالث

[إسكلس]

ونقول تقريباً عامدين، فكما أن وجود عدد كبير من ذوي المواهب المتوارثة والمتتابعة يمهد السبيل إلى ظهور العباقرة، فإن كاتباً مسرحياً، لا نرى خيراً من أن ننسى اسمه وأن نكرمه رغم هذا النسيان، قد عاش بلا ريب بين ثسبيس وإسكلس. ولعل وقوف أثينة الموفق في وجه الفرس هو الذي بعث فيها العزة والقوة الدافعة اللتين لابد منهما لوجود عصر المسرحيات الكبرى، كما أن الثروة التي أتت بها التجارة والإمبراطورية في أعقاب الحرب قد أعانت على قيام المباريات الديونيشية في الأغاني والمسرحيات الغنائية. وكان إسكلس يحس في قرارة نفسه بهاتين العزة والقوة الدافعة، فكان ككثيرين غيره من كتاب اليونان في القرن الخامس يكتب ويستمتع بالحياة، ويعرف كيف يعمل وكيف يتكلم. وأخرج في عام ٤٩٩ وهو في السادسة والعشرين من عمره مسرحيته الأولى؛ وفي عام ٤٩٠ حارب هو وأخواه في واقعة مرثون وأظهروا من الشجاعة ما جعل أثينة تأمر بعمل صورة تخلد بها بطولتهم؛ وفي عام ٤٨٤ نال جائزته الأولى في العيد الديونيشي؛ وفي عام ٤٨٠ حارب في أرتميزيوم وسلاميس، وفي عام ٤٧٩ في بلاتيه؛ وفي ٤٧٦، ٤٧٠ زار سرقوصة واستقبل بمظاهر التكريم في بلاط هيرون الأول؛ وفي ٤٦٨ انتزع منه سفكليز الشاب الناشئ الجائزة الأولى للمسرحية بعد أن ظل هو مسيطراً على الأدب الأثيني جيلاً كاملاً، وفي عام ٤٦٧ عاد إلى مكانته العليا على أثر ظهور مسرحيته "سبعة ضد طيبة"، وفي عام ٤٥٨ نال آخر انتصاراته وأعظمها بإخراج أورستيا مسرحيته الثلاثية؛ وفي عام ٤٥٦ عاد إلى صقلية، حيث وافته منيته في تلك السنة نفسها.