صعق الاسكتلنديون بإعدام شارل الأول الذي كانوا هم أنفسهم قد أسلموه إلى البرلمان الانجليزي، وعاد إلى ذاكرتهم فجأة أن والده كان اسكتلنديا. ورأوا في "تطهير برايد" الذي اخرج المشيخيين (البرسبتريانز: كنيسة بروتستانتية يدير شؤونها شيوخ منتخبون يتمتعون جميعا بمنزلة متساوية) من البرلمان الطويل، نقضا "للعصبة المقدسة والميثاق المقدس" الذي اقسم فيه ذلك البرلمان يمين الإخلاص لإسكتلندة والمذهب المشيخي، وأوجسوا خيفة من أن يحاول البيوريتانيون المنتصرون فرض مذهبهم البروتستانتي على إسكتلندة كما فرضوه على إنجلترا. وفي ٥ فبراير ١٦٤٩، أي بعد مضي اقل من أسبوع على إعدام شارل الأول، نادى البرلمان الاسكتلندي (مجلس الطبقات) بابنه شارل الثاني، الذي كان آنذاك في الأراضي الوطيئة، ليكون الملك الشرعي على بريطانيا العظمى وفرنسا وأيرلندة.
وقبل أن يجيز الاسكتلنديون لشارل الثاني الدخول إلى إسكتلندة طلبوا أليه أن يوقع الميثاق الوطني وعهد العصبة المقدسة والميثاق المقدس، ويقسم يمين الحفاظ على المذهب المشيخي او أقامته كل أرجاء ملكه وفي بيته. على إن شارل الذي كان يدين بالفعل بمزيج من الكاثوليكية والتشكك، لم يكن يروقه مذهب المشيخية، في الوقت الذي كان يتوق فيه أيما توق إلى العرش، فوقع على كره منه، كل هذه المطالب في "بريدا " في أول مايو ١٦٥٠. وقاد مونتروز، أنبل الاسكتلنديين في ذاك العصر - قوة صغيرة من جزر أوركى إلى إسكتلندة، أملا في أن يجمع لشارل جيشا مستقلا عن الميثاقين المشيخيين، ولكنه هزم وأسر وأعدم شنقا (١١ مايو ١٦٥٠). وفي ٢٣ يونية حط شارل رحاله في اسكتلندة، وهو يتلهف على أن يكون على رأس جيش يغزو به الجمهورية البيوريتانية التي أطاحت برأس