لم يظهر أساقفة روما في القرن الرابع بالمظهر الذي يشرف الكنيسة، ويعلى من قدرها: فها هو ذا سلفستر (٣١٤ - ٣٣٥) يعزى إليه فضل اعتناق قسطنطين المسيحية، ثم تقول الطائفة التقية المتدينة إنه تلقى من قسطنطين طيبته المعروفة "بعطية قسطنطين" وهي غرب أوربا بأكمله تقريباً ولكنه لم يسلك مسلك من يمتلك نصف عالم الرجل الأبيض. وقد أكد يوليوس الأول (٣٣٧ - ٣٥٢) سلطة كرسي روما العليا ولكن ليبريوس (٣٥٢ - ٣٦٦) خضع بسبب شيخوخته أو ضعفه إلى أوامر قسطنطين الأريوسية. ولما مات تنازع دماسوس Damasus ويورنسوس Urinsus البابوية، وأنقسم الغوغاء أيضاً في تأييد المتنازعين بكل ما عرفته تقالي الديمقراطية الرومانية من عنف يستطيع القارئ أن يتصوره إذا عرف أنه قتل في يوم واحد وفي كنيسة واحدة ١٣٧ شخصاً في نزاع قام بين أنصار الرجلين (٧): وقد أدى هذا إلى أن نفى بريتكتاتوس، حاكم روما الوثني، يورنسوس منها، فاستدب الأمر لدماسوس وظل يصرف الشئون الدينية بغير قليل من المتعة والحذر: وكان الرجل من علماء الآثار، فأخذ يزين قبور الشهداء الرومان بالنقوش الجميلة وكان كما يقول بعض الوقحين، من الذين "يخدشون آذان السيدات" أي أنه كان بارعاً في جلب الهدايا إلى الكنيسة من نساء روما الموسرات (٨).
وجلس ليو الأول، الملقب باليو الأكبر، على عرش بطرس خلال جبل (٤٠٠ - ٤٦١) من الأزمات، استطاع فيه بشجاعته وحسن سياسته أن يزيد