للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الفصل الأول

[الأسرة]

كان ميلاد الأطفال نفسه مغامرة خطيرة في رومه؛ فقد كانت العادات الألوفة تبيح للأب إذا ولد طفل مشوه أو كان أنثى أن يعرضه للموت (١). أما إذا لم يكن كذلك فقد كان يرحب بمولده؛ لأن الرومان حتى في ذلك العهد البعيد، وإن مارسوا عادة ضبط النسل إلى حد ما، كانوا شديدي الرغبة في أن يكون لهم أبناء. ذلك أن الحياة الريفية جعلت الأبناء مصدراً من مصادر الثروة، ولذلك كان الرأي العام يندد بالعقم، كما كان الدين يشجع على الإكثار من النسل بما يدخله في عقول الرومان من أن الواحد منهم إذا مات ولم يكن له ولد يعنى بقبره، قاست روحه ألوان الشقاء والعذاب إلى أبد الدهر. وكانوا إذا مضى على مولد الطفل ثمانية أيام احتفلوا حول موقد الدار احتفالاً رسمياً مهيباً بضمه إلى الأسرة والعشيرة. وكانت العشيرة (gens) تتألف من طائفة من الأسر الحرة تنتمي إلى أصل واحد، وتسمى باسمه، وتشترك بعضها مع بعض في العبادة، وتتبادل العون في السلم والحرب. وكان الولد الماكر يعرف باسمه الخاص الأول (praenomen) مثل بيليوس Publius، أو ماركس Marcus، أو كيوس Caius، وباسم عشيرته (nomen) مثل كرنليوس Cornelius أو تليوس Tullius، أو يوليوس Julius؛ وباسم أسرته مثل سبيو Scipio، وشيشرون Cicero، وقيصر Caesar. أما النساء فكن في أغلب الأحيان يتميزن بأسماء عشائرهن وحدهن مثل كرنليا Cornelia، وتليا Tullia، وكلوديا Claudia، ويوليا Julia. وإذ لم يكن للذكور في الأيام القديمة الأولى من الأسماء الأول ما يزيد على خمسة عشر اسماً،