للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

Friedrich August Wolf (١٧٥٩ - ١٨٢٤) العالم الكلاسيكي (المقصود المتخصص في الكلاسيكيات أي الدراسات اليونانية واللاتينية) الذي فاجأ الهيلينستيين Hellenists (المقصود هو المتخصصون في الدراسات الهيلينستية أي التراث اليوناني المتفاعل مع تراث الشرق عامة، وقد يكون المقصود أهل هذه المناطق) ببحوثه المتسمة بالتنور والتي خلص منها إلى أن هوميروس Homer ليس شاعرا واحدا وإنما سلسلة من المغنين هم الذين ألفوا - بشكل جماعي - الإلياذة والأوديسة،

وقد صدرت دراسته هذه (Prolegomena Homerum) في سنة ١٧٩٥، وفي جامعة برلين كان بارتولد جورج نيبور (نيبوهر) Berlin Barthold Georg Niebuhr (١٧٧٦ - ١٨٣١) يلقي الحاضرات التي مهدت لظهور كتابه تاريخ روما Romische Geschichte (١٨١١ - ١٨٣٢) وأدهش الباحثين برفضه الفصول الأولى من كتاب ليفى Livy باعتبارها أساطير وليست تاريخا. ومن الآن فصاعدا أصبحت ألمانيا هي رائدة العالم في الدراسات الكلاسيكية والفيلولوجيا (فقه اللغة) وتاريخ التاريخ (الهستور يوجرافي historiography) وكذلك الفلسفة. أما تفوقها وسيادتها في مجال العلوم فسيأتيان فيما بعد.

[٦ - العلوم]

لقد تأخر العلم في ألمانيا بسبب ارتباطه غالبا بالفلسفة، ارتباطا شديدا وكأنه والفلسفة توأمان ملتصقان (سياميان Siamese) فخلال معظم هذه الفترة كان يعتبر جزءا من الفلسفة، وكان مندمجاً فيها مع الدراسات التاريخية والثقافية تحت مسمى دراسة المعرفة أو حسب المصطلح الألماني فسنشافتلير Wissenschaftslehre لقد دمر هذا الارتباط العلم لأن الفلسفة الألمانية كانت في ذلك الوقت تنظر إلى المنطق النظري باعتباره أرقى بكثير من الإثبات بالبحث أو التحقق بالتجربة.

غير أن رجلين كانا هما على نحو خاص اللذين فرضا احترام العلم في ألمانيا في هذا العصر - كارل فريديش جاوس Karl Friedrich Gauss (١٧٧٧ - ١٨٥٥) وإسكندر فون همبولدت Alexander von Humboldt (١٧٦٩ - ١٨٥٩) . ولد جاوس في بيت ريفي في برونسفيك Brunswick لأب يعمل بستانيا وبناء بالآجر ومطهر قنوات ولم يكن هذا الأب موافقا على التعليم