يوم ٦ مايو، فرتب - بعد أن رضي لوثر بهذا على مضض - كميناً له في طريق عودته إلى وطنه، كما لو كان من عمل قطاع الطرق واخذه خفية إلى قلعة فارتبورج.
وفي السادس من مايو قدم الإمبراطور للمجلس النيابي، وكان عدد أعضائه قد انخفض بسبب رحيل الكثيرين، المسودة التي أعدها ألياندر عن منشور ورمس وفيه يتهم لوثر بأنه "دنّس الزواج واستخف بالاعتراف وأنكر وجود جسد الرب ودمه. ثم إنه جعل القربان المقدس يتوقف على إيمان مَن يتناوله. إنه وثني في إنكاره للإرادة الحرة. إن هذا الشيطان الذي يرتدي مسوح راهب قد جمع الأخطاء القديمة في بركة آسنة منتنة، بل وابتدع أخطاء جديدة أنه ينكر سلطة الرؤساء، ويشجع العلمانيين على أن يغسلوا أيديهم من دم رجال الدين. وتعاليمه تدعو إلى العصيان والانقسام والحرب والقتل والسرقة والحرق عمداً وإلى انهيار العالم المسيحي وهو يحيا حياة بهيمية. لقد أحرق المراسيم البابوية، إنه يحتقر الحرمان من غفران الكنيسة والسيف على السواء. وهو يلحق بالسلطة المدنية من الأذى أكثر مما يلحق بالسلطة الكهنوتية للكتاب المقدس الذي يفسره على هواه. لقد أمهلناه واحداً وعشرين يوماً من ١٥ ابريل … وعندما تنقضي هذه المهلة فليس لأحد أن يؤويه ولسوف يدان أتباعه ايضاً. أما كتبه فيجب أن تمحى من ذاكرة الإنسان"(٨٢).
وبعد يومين من تقديم هذا المنشور حول ليو العاشر تأييده السياسي من فرانسيس الأول إلى شارل الخامس. ووافق المجلس النيابي (الدايت) المجرد من السلطة على المنشور، وفي اليوم السادس والعشرين من مايو أصدره شارل رسمياً فحمد ألياندر الرب وامر بإحراق كتب لوثر أينما وجدت.
[٦ - الراديكاليون]
كانت فارتبورج في حد ذاتها قطعة من العذاب الكئيب، فقد كانت القلعة القديمة تجثم على قمة جبل على مسيرة ميل من إيزيناخ، وكانت مختفية