١٨٠٤، واستمرت الاندفاعات الفرنسية: في ٢٦ مايو ١٨٠٥ تلقَّى نابليون في ميلان التاج الحديدي من لومبارديا وفي ٦ يونيو قبل طلب دوق جنوا بدمج الجمهورية الليجورية Ligurian Republic في فرنسا.
وتساءل النمساويون متى سيتوقَّف شارلمان الجديد هذا؟ أليس هو بقادر بسهولة - إذا لم تتحد معظم أوروبا لإيقافه - على ابتلاع الولايات الباباوية Papal States أولاً ثم مملكة نابلي؟ ما الذي يمنعه من الاستيلاء على فينيسيا (البندقية) وكل زمامها المغري الذي كان يُسهم بعوائد مالية في دخل النمسا؟ لقد كان هذا هو تفكير النمسا القلق عندما عرضت إنجلترا عليها مساعدات مالية ووعدتها روسيا بمائة ألف مقاتل شديد المراس في حالة هجوم فرنسا عليها. وفي ١٧ يونيو سنة ١٨٠٥ انضمت النمسا إلى كل من إنجلترا وروسيا والسويد وبروسيا، وبذا اكتمل الائتلاف الثالث ضد فرنسا.
٣ - أوسترليتز AUSTERLITZ: في ٢ ديسمبر ١٨٠٥ م
وفي مواجهة هذا التحالف الخماسي كانت فرنسا تتلقى دعما مترددا من هسي Hesse وفيرتمبرج Wurttemberg وتعاوناً من أسطولي هولندا وأسبانيا. وسحب نابليون من مختلف أنحاء مملكته الأموال والمجندَّين إلزامياً ونظَّم ثلاثة جيوش:
(١) جيش الراين بقيادة دافو Davout ومورا Murat وسول Soult وني Ney، ليُواجه به القوة النمساوية الرئيسية بقيادة الجنرال ماك.
(٢) جيش إيطاليا بقيادة ماسينا لمواجهة الهجوم النمساوي الغربي الذي قوامه جيش على رأسه الأرشدوق كارل لودفيج Karl Ludwig.
(٣) وجيش نابليون العظيم الذي تجمع حديثاً حول بولوني Boulogne ولكنه قادر على الانقضاض انقضاضاً مفاجئاً على النمسا.
وكان أملُ نابليون يكمن في الاستيلاء - سريعاً - على فيينا ليُجبر النمسا على توقيع اتفاق سلام منفصل ويجمد - بذلك - تحالفاتها في القارة ويجعل - بذلك - إنجلترا مُحاصرة دون عَوْن.
وكان الإمبراطور الشاب يُكنّ كراهية شديدة لإنجلترا باعتبار لعنة أصابت حياته والعقبة الرئيسية أمام تحقيق أحلامه. لقد كان يُسميها إنجلترا الغادرة وأعلن أن أموالها كانت هي السبب الأساسي لويلات فرنسا. لقد راح ليل نهار يُخطط - بالإضافة لمئات