المشروعات الأخرى - لبناء أسطول يُنهي سيادة بريطانيا على البحار. لقد أغدق الأموال وجلب العمال إلى مراكز صناعة السفن مثل طولون Toulon وبريست Brest وأخضع للاختبار اثنى عشر قائداً ليختار منهم أدميرالا (أمير بحر) يمكن أن يقود إلى النصر البحرية الفرنسية النامية.
وظنَّ أنه عثر على بغيته في شخص لويس دي لا توش تريفيل Louis de la Touche-Treville وبذل كل جهده ليبثَّ في روعه أنه يمكن غزو انجلترا واجتياحها إذا استطعنا السيطرة على القنال (الفاصلة بين فرنسا وإنجلترا) لمدة ست ساعات، فساعتها سنكون سادة العالم لكن لاتوش تريفيل مات في سنة ١٨٠٤ فارتكب نابليون غلطة بأن جعل على رأس البحرية الفرنسية بيير دي فيلينيف Pierre de Villeneuve.
لقد كان فيلينيف قد أسهم في إخفاق الحملة الفرنسية على مصر، وصفحته الماضية تُشير إلى جُبنه وميله للعصيان، ولم يكن مؤمناً بإمكانية السيطرة على القنال الإنجليزي لستِّ ساعات، وقد تلكأ في باريس حتى أمره نابليون بالتوجه لشغل منصبه في طولون. وكانت تعليمات (أي تعليمات نابليون) ماكرة ومعقدة:
"فليقُد أسطوله في عرض البحر وليترك نلسون Nelson يتتبعه بالأسطول البريطاني الرئيسي ويغريه بتتبعه في الأطلنطي إلى جزر الهند الغربية، ثم يتملص منه بين هذه الجزر ويعود بأقصى سرعة إلى القنال الإنجليزي حيث تنضم إليه الأساطيل الفرنسية والهولندية والاسبانية في الالتحام بالسفن البريطانية فترة تكفي لعبور الجيش الفرنسي بقواربه التي تُعد بالآلاف إلى الأرض الإنجليزية قبل أن يتمكن نلسون من العودة من البحر الكاريبي".
ونفذ فيلينيف الجزء الأول من مهمته بطريقة حسنة. لقد أغوى نلسون بتتبعه إلى أمريكا، وراغ منه وكرّ عائداً إلى أوروبا. لكنه عند وصوله إلى أسبانيا لم يجعل سفنه ورجاله في حالة استعداد لاجتياح السفن الإنجليزية التي تحرس القنال، وبدلا من ذلك بحث عن الحماية في مرفأ آمن وصديق في كاديز (قادش) Cadiz. وفُجع نابليون في خطته فأصدر أوامره إلى فيلينيف ليخرج باحثاً عن أسطول نلسون وأن يخاطر بكل شيء في تحد متهوّر للقضاء على السيادة البريطانية على البحار.
وفي قرار عصبي مفاجئ ابتعد الإمبراطور عن القنال الإنجليزي ودار بآلاف الرجال ليسير جنوباً وشرقاً إلى الراين وما وراءه. وراحت قلوب الفرنسيين جميعاً تخفق أملاً وقلقاً مع هذا