وأضاف مكسمليان "ملك الرومان"- أي الألمان- فصلاً آخر إلى هذه المسرحية، فلقد كان يؤلمه ويقض مضجعه أن يفكر في أن عدوته الكبرى، أي فرنسا، تعظم وتقوى، وتطوقه باستيلائها على إيطاليا. وكانت قد ترامت إليه أخبار غنى هذه البلاد وجمالها وضعفها، ولم تكن قد أصبحت بعد دولة، بل كانت شبه جزيرة. وكانت له هو أيضاً ادعاءات ومطالب في إيطاليا؛ فقد كانت مدن لمباردي لا تزال من الوجهة القانونية إقطاعيات تابعة للإمبراطورية، وكان من حقه قانوناً بوصفه رئيس الإمبراطورية الرومانية المقدسة أن يعطيها لمن يشاء؛ ألم يَرشُه لدوفيكو بالفلورينات وببيانكا أخرى لكي يمنحه دوقية ميلان؟ يضاف إلى هذا أن كثيرين من الإيطاليين دعوه إلى المجيء: فلدوفيكو والبندقية قد طلبا إليه (١٤٩٦) أن يدخل إيطاليا ويساعدهما على صد هجوم فرنسي آخر يهدد البلاد، ولبى مكسمليان الدعوة ومعه عدد قليل من الجند، واستطاعت البندقية بدهائها أن تقنعه بالهجوم على ليفورنو، فرضة فلورنس الأخيرة على البحر المتوسط، وبذلك يضعف هذه المدينة التي لا تزال متحالفة مع فرنسا ومنافسة على الدوام للبندقية، وأخفقت حملة مكسمليان لأنها كانت يعوزها التنسيق والتأييد الكافي، فعاد إلى ألمانيا دون أن يستفيد من هذا الدرس إلا الشيء القليل (ديسمبر سنة ١٤٩٦).
وفي عام ١٤٩٨ أصبح دوق أورليان هو لويس الثاني عشر. وإذ كان هو حفيد فالنتينا فسكونتي فإنه لم ينس قط ما كانت أسرته تدعيه من